حامد بن عقيل
1
يمتدُ الغدُ إلى اليوم
يحضر معزّون بثياب أنيقة حتى يرتبكون بلا منّة
يتعثرون في عباراتهم السوداء
يشربون التعاويذَ ويرغبون في ذكر مناقب ميّتٍ لا يخصهم
الزمن سيكتشف عبثية المشهد
يتكوّر على نفسه
وينشج
2
يقصُر غناء الجدات عن إدراك ما يفكر فيه الساسة
يتحول الضمير إلى جملة فعلية مرائية
يتنمّل العامود الفقري للعالم
وتذروا الأعين ماءً كبريتياً على كل محراث يتقصف
ليس في كل ذلك انهيار وطني
ولا مجداً للأجيال القادمة
إنه مجرد رصاصي يحاول أن يعود لحالته الأولى
البياض الغارقُ في العهر
3
وبينما نسير بمحاذاة آمالنا
القطاة وكلب البحرِ والبط والحداء
تولدُ عاهرة تتصنّع الشعور بمآسي إنسان العالم الثالث
تكتب هراءات بطعم الشهيق
تحاول أن تخدع من لم يولد بعد
وأن تسخر من سذاجة الموتى
4
غرقانا
جُدر رسم لوحات تتحدث عن الجوع
الأنقاض والأيائل
خروج مستمر على ماهية الحياة الرخوة
كل شيء قاسٍ هنا
حتى القُبلة
5
سأعمل منذ اليوم على ردم ذاكرتي
أوسع لها أمكنةً ووجوهاً جديدة
أفتتح لها فروعاً في العالم المتقدم
في شرق آسيا
وفي قارة إفريقيا
وسأرسل سفراءها إلى مختلف الجهات
كل جهة لم تثلم روحي
هي بلاد ذاكرتي الجديدة
6
في المغازي
في شرفة عاشقة لا تجيد البكاء
ولا كتابة أوجاعها
في الطفل العاجز عن إغراق أعدائه
تتسربُ أنشودة أطفال تتحدث عن ثعلب ماكر ورقيق
يقضم دجاجة بعد أخرى
وعالما بعد آخر
ثم يبكي على مشهد بيضة تدحرجت بعيداً عن العش
بيضة تشعر بالبرد وزيت الزيتون والرغيف الساخن
7
لم أعد غاضباً كأبطال المسلسلات المكسيكية
ولا منبوذاً كقطط راهب بوذي يمر عبر قرية معادية
لم أعد أخضر ولا سلة فراولة
لم أعد طريقاً مجدورة تحن إلى العابرين
ولا بلدةً تصاحب رياح التغيير النائمة
لم أعد بستاناً ولا حقل أرز ولا حافّة
لم أعد مدينةً ولا شاشة تلفزيون مشطوبة
لم أعد مغزلاً من العصر القوطي ولا رجلاً أبيض يأكل أعداءه
لم أعد صهيلاً ولا صفعةً في الثلج
ها قد أصبحتُ موسماً يغرق في الأوهام
سعيداً كيوم الولادة
مجيداً كلحظة النصر
8
أقول للصبح إنك قهوتي
لقهوتي إنك صباحاتي التي لا تنتهي
لقصور الأغنياء معي معاول لهدم أسرارك
للأسرار كم أنتِ بعيدة
وأقول أشياء كثيرة لزوجتي
أشياء تشبه الشنطة المدرسية
بكامل ألوانها وحصصها الغريبة
9
في الأوطان
هناك نجمة لا تسقط
ودائماً تبقى كل ما ترحل إليه قلوب المواطنين عندما يحل المساء
باردا
وغير مفهوم
 
				 
													 
				
 
		




