أن تصبح الحياة محض قراءة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

مريم سليمان

القراءة لمن يكتب ليست هي نفسها للآخرين، ليست مصدراً غنياً للمتعة الخالصة فحسب؛ 

بل هي جزء من العمل

أن نقرأ معناها أن نحلل.. أن نغوص.. أن نندهش..أن ننتقد.

أن نشعر بالغصةمن عمق الشبه ..أن نشعر بالضجر من فداحة الإختلاف.

أن نُستفَز لكتابة نصٍ جديد.

أن نعيد بناء الحب الذي يسحقه سوء الفهم.

أن نعيد اكتشافه ..حتي لو كان الثمن إعطاء مساحة مؤقتة للبغضة.

وأن نعيد اكتشاف أنفسنا والآخر.. حتي لو كان الثمن تسليم النفس للألم.

تعني أن نرحل..أن ننتصر علي الجدران داخل نفوسنا.

أن نزدري..أن نمتن.

أن نيأس..أن نستمتع.

أن نتعلم ..أن نرتقي ..أن ننجز..أن نتغير.

أن نجتاز حيوات متعددة.. أن نخلق عالمنا الخاص.

أن نكتسب الكثير من العادات..

كأن نرتدي النظارة كما يرتدي الجراح القفازات والقناع بفخرٍواحترافيةحد الغرور.

أن نمسك القلم ونصنع الخطوط  أسفل السطور التي تعجبنا.

القهوة والتدخين أو المشروب الدافئ والأغطية.

إذاعة الموسيقي التي نفتحها علي أمل ونغلقها بكثيرٍ من الغضب حين يغيرون من الحالة بشكلٍ

مفاجئ .

وطقوس مختلفة تفرض نفسهامع كل كتابٍ جديد.

بالنسبة لي ..فقد عايشت ضوء الشموع المعطرة مع دانتي.

نغمات الموسيقي الخفيفة لتركيزٍ بالغ تستحقه أناييس نين.

علبة المناديل لدموعٍ لا تنقطع مع أحلام مستغانمي.

ضوء خافت يتماهي مع كآبة مكس مولر.

وقتٌ ضائع كان مناسباً لثرثرة دانيال ستيل.

محاولة دؤوبة لإيجاد متنفس لشحنة الغضب والغبن مع جورج أورويل.

فرجينيا وولف..إرنست هيمنجواي..

فروغ فرخزاد..أنسي الحاج..

بودلير..هوميروس.

والقائمة  تطول .

لكن لمن يكتب .. القراءة ليست للكتب فحسب لكن كل شيء تقريباً أمامنا يغدو قابلاً للقراءة..

الصمت..النظرات..الأحاديث اليومية والأمكنة.

من يكتب.. لن يمكنه القراءة علي البحر..لكنه سيقرأ البحر ذاته ..ذلك الكتاب الكوني.

لمن يكتب.. تصبح الحياة محض قراءة ونشوة كتابة.

 

 

مقالات من نفس القسم