محمود سلطان
تلفتُ حوليْ
فلا شيءَ حَولي عَلى الأرصِفَهْ
سِوَايَ أنا والمَطَرْ
وبعضُ السَّفهْ
وذاكَ العجوزُ الذي بَاعَ جُرنَالَهُ للتترْ
ويُرخي عَلَى عِينِهِ مِعطَفَهْ
ويُحصِي “الفَلافلَ”: كَمْ مِنْ فِتاتٍ أكلْ
وكَمْ في الجيوبِ أدّخرْ
وتعلو كُروشُ الرفاقْ
بفُحشِ النّفاقْ
وسَمنِ الحرامِ.. ولَحمِ البشرْ
وَيَصطكُّ شارعُ “طلعتِ حَربِ” وَمَا حولَهُ
إذا باغتتهُ السّماءُ.. ببعضِ المطرْ
وأنهتْ بلُطفٍ ضَجيجَ السَّهرْ
وكُلُّ الذي لا يَنامْ
كَمِلحِ الطّعامْ
أُذيبَ على رِيقِ فضلِ البَلَلْ
وبينَ شُقوقِ الظّلامِ انتشرْ
يَصيرُ الفُتوةُ قِطًا
تَصيرُ الشّوارعُ جِرذًا
إلى أنْ يشَاءَ القدرْ
وللأرضِ ـ قِيلَ ـ ابلعيْ
ويا غيمةً في السَّما.. أقلعيْ
وغيضَ مِنَ الشّارعِ الماءُ شيئا.. فشيئا
وعنهُ انحسرْ !
فمنذَ الذي يَا صَدِيقي
على صَهْوةِ الجُوعِ منهمْ..
يقودُ الجياعْ
وَيُجبرُ كَسرًا لشَعبٍ شُطرْ
ومِثلُ المَسيحِ ـ عليهِ السَّلامُ ـ الذي يُنتظرْ
يُقسِّمُ بالعدلِ.. شَمسَ النّهارْ
وقَوسَ قُزحْ
ونورَ النُّجومْ
وضوءَ القمرْ
يُزيحُ الكمائنَ من كلِّ عطفهْ
يُحيلُ قنابلَ غازِ البنادقْ
ونظرةِ شكِ الجنودِ وراءَ الخنادقْ
وشرقِ المشانقْ
إلى زهرِ مِشمشْ
قَنانِيِّ عطرٍ..
وسِربِ حمامٍ
وطوقِ زنابقْ
أكاليلِ فلٍ تُميطُ الأذى عنْ عُيُونِ المناطقْ
وفوقَ ضَفائرِ شَعرِ الحدائقْ
وينثرُ قمحًا أعالي الجبالْ
وفوقَ الشجرْ
وينزعُ شَوكَ البداوَةِ عنْ خِصرِ تِينِ الحضرْ
فقلْ يا صديقي
أعِندكَ حلٌ
قبيلَ احتضَاري
وغيرُ انتحاري
وبيعِ جواهرَ أمِّي لأجلِ السفرْ..؟!!
وغيرِ انتظاري هُروبَ القوَاربْ
وموتي المُرَجحِ في البحرِ هَاربْ
أعِندكَ حلٌ..
بهِ ننتصرْ.. ؟!
وما قيمةُ الشّمعدانِ
بِأركانِ بيتٍ لأعمى البَصرْ..؟!