إيهاب الراقد
منذُ أسبوعين لم أحلق ذقني
سقطتْ ذاكرتي في فنجان
مفتاح غرفتي منزوعٌ من مكانه
وحدي أُجالس هُولاكو
يبكي وهو يخبرني عن حبيبته الأولى
تلك التى هتكَ عرض العالم
من أجلِها.
أُشرفُ على عتادِ الجيوشِ الصليبيَّة
مخازِنُ البارودِ في عكَّا رطبة
أستأذنُ السلطان
وأقف فوق مئذنة (ظاهر العمر)
أصرخُ:
افتحوا الغُرفة.
فوق رؤوسٍ تحلم
لم تتوقَّف الضباع
عن إطلاق فراشاتٍ
مدبَّبة أجنحتها، وبلا ألوان.
الأمَّهاتُ القاعدات على قضبان السكك الحديديَّة في رفح القديمة
توقَّفن عن البكاء
يطلقن الزغاريد في الهواء
فيُقلقنَ نوم المستغرقين في احتساء الصمت:
افتحوا الغُرفة.
المنجنيقُ في معاركِ بحرِ الهند
كلَّما مرَّ كالذباب بالقرب من أذني أصابني الصداع
أتقيأُ كجريدةٍ عربيَّة
كلَّما ردَّد المُذيع:
بريطانيا العظمى.
رقصاتُ الثعابينِ على المزاميرِ
لا تفعلُها أقدامٌ مبتورة
مصابو الحرب توقَّفوا عن الرقصِ
تنزف أكواعهم
بينما ترجُّ الأرض أدمغتهم المدهوسة
تنفجرُ أفواهَ من تبقّى
تحت كراسي القادة العسكريَّين
وقرب أبواق الآلهة:
افتحوا الغرفة.