أفسر اسمي بطريقة إيروتيكية!!

جورج ضرغام
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

جورج ضرغام
(1)
اسمي رغيف..
لماذا لا تأكلني الجائعة حين تفكر بي؟!
لا تنظروا لي هكذا..!
أنا قمر معلق فوق رؤوسكم
يا إخوتي الرومانتيكيين الحمقى..
لكني صدئتُ من بكاء الجميلات كل ليلة
على شاعري المسكوب!
فسقطتُ في أيدي البرابرة
“درهم جزية” لامعا،
أرسلوه إلى بيت مال الرب
في صرة سحابة قديمة..
فعدتُ قمرا ثانية!
أنا قمر فوق رؤوسكم يا حمقى
أنا قمر.. ووسيم، وأصفع المطر على صلعته!

ولم أنم.. ولم أحلم..
ولم أحب، كي لا أراني مفتتا
بين أنيابها دون شهية!!
ولم أحارب.. كى لا أعتاد حمل الجثث
كل صباح، وأزرعها في الطريق أشجارا سوداء
لإيواء البوم اللاجئ في شوارعنا!

اسمي رغيف..
هكذا قالتْ المومس السخية
حين تبرعتْ بنهديها، في زمن المجاعة!!
(2)
أضعتُ اسمي في الغابة..
كنتُ ذاهبا لأعرف مقاس حذاء غزالة
قرضتْ شجرة شعثاء
ربتها حبيبتي على عانتها،
وجرتْ من تحتها حافية تتأوه!
ذيل الصرخة كان طويلا
جرجرته.. لتدلني على شاهد المقبرة
هناك تركتْ حبيبتي خاتما،
وليمونة،
ونهدا صدئا
يدعو لكف خانقه
أن يبقى لامعا
قبل أن تصعد إلى الله،
وتخبره باسمي!

عدتُ إلى غرفتي خائبا..
الغرفة تطل على البحر [لاعق الفروج اللعين!]
الغرفة فوضوية ومبهجة
كما تركتها:
العاشقة: كلب أنيق، ذيله وردة تنبح
البيانو: أصابعها العشرة
الفراشة: فرج ملون وطائر
المصباح: نهد ساهر ينتظر يدا يمنى
لتشعله بـ”لتر” لعاب مسعور
الوسادة: نهد نائم يحلم بيد يسرى
تخبئ تحت إبطه نحلة بلحية طويلة!

ولا أملك سريرا،
عندي امرأة بأربع أرجل
تنتظرني
لنصبح ذكرى نائمة!

فتحتُ ذاكرتي لأحشوها بالذباب المخمور
الذي يثرثر كثيرا على نساء القصيدة

… وأغلقتْ نافذة صدرها،
ونامتْ،
كي لا أتمادى في خنق العصافير!!
(3)
…ولأنى مفتون بالنساء سموني ذئبا
يحب المطر والقهوة
فيغرق في الشعر حتى الثمالة..
لكني مع ذلك طيب جدا.. ومثالي:
أكلتُ أخوة يوسف.. لأنقذه،
وتبرعتُ بـ “الفورير” إلى “امرأة العزيز”
كي أستر عورتها أمام:
“كُتّاب الإيروتيكا”
و”المفسرين القدامى”!
(4)
اسمي حية.. حية قديمة جدا
ولأني في الأصل شاعر وماكر
سأقول لحواء:
تعالي لنتمم الصفقة بهدوء..
كلي التفاحة.. وآكل نهود بناتك
ثم أعلمهن أن يكففن عن التدخين،
وأن يلدن شاعرات برأس إشارة مرور
ينظمن المسير لقبلات عرجاء،
صعدتْ طوابق من غربان الروح
لترضع من عورة في مخيلة الانتظار!

ثم أجلس وحيدا لأكتب تكوينا “أبوكريفي” (1)
أكثر ملاءمة لأمراضي السادية:
لم لا تكون للمرأة أربعة نهود؟
نهد زاجل.. يرسل للأرواح بقع شفاهها المنسية
والثاني مخلص وأزعر.. كي لا يطير!
والثالث مغناطيس يجذب الألسنة من شعورها،
والرابع قفاز نافق!

ولم لا يكون للمرأة ذيل قرد أحمر
آخره نجمة تمسك مبخرة.. وتعوي!!
ولم لا نحقن شفاه المرأة القبيحة بالنيكوتين
كي يدمنها ذاك الشاعر العاقر
الذي نام على قش الشفاه دهرا،
ولم يفقس قبلة واحدة!!

اسمي حية..
أستطيع الآن أن أتذوق امرأة بعيدة
هربتْ في الخيال،
ونامتْ تحت شجرة تحيض
وأن ألدغها في نهدها.. فينزف:
كفوفا ناقصة أصبع،
وفرش أسنان لكلاب مسوسة
أبصق عليهم.. فيصيروا شمعدانا
أشعله بزغرة عين،
وأطفئه بشتيمة قبيحة جدا!!

ثم أمضي تائها في رأس قبيلة
تصحرت النساء في مخيلتها،
وتركن الضفائر.. مشانق للمحرومين!!
(5)
اسمي سكين..
تقيأتُ كل العصافير التي في جوفي
– بعد ندم –
وأبقيتُ واحدًا لينتف نهدك.. ثم ينتحر عاريا!

قشرتُ صرخة شعرها الطويل
فوجدتُ جثتي تطير
لتعض سحابة من ذيلها.. وتغتسل،
[وقد بدلتْ لسانها بسوط ثمل،
يحتاج إلى مترجمة مصابة بثقب في اللغة،
كي تفسره لهواجس عوراء
تكحل عينها الوحيدة
لمناقير الشعراء، واصابع نحّات الفراغ!]

قشرتُ جثتي فوجدتُ:
بقايا فناجين،
ومذكرات فحشاء،
ورائحة مومس تالفة،
وروح لها نابان!!
لكنها ستظل طيبة
حتى تُقرع الأجراس
في رقبة آخر دمعة حافية
تمر تحت ثيابك.. لتسقيها الحناجر!

(6)
اسمي زرافة..
قطعتُ رقبتي بيدي،
لأنى مللتُ من تكرار حكاية رومانتيكية سمجة
كنتُ أقولها لحبيبتي كل ليلة،
وثبّتُ عنق زرافة طويل جدا،
كي أتلصص على ما يقوله الفلكي المسعور
لنجمة مراهقة وهي تستحم!
فعاقبني الرب، ولم يدخلني الفُلك!
إذن.. سأفكر في خطة بديلة

سأنتظر هنا..
حتى تعود سفينة “كولومبس”
بالتبغ من الأرض الجديدة،
فأشعل “البايب”.. وأنفث سحابة
تمطر قصائد ملوثة فوق مدينتكم:
الشِّعرُ عورة العين.. والعين غابة عمياء!
تبدل أهدابها
بسيقان نساء يستحمن بعورات مالحة
كلما غرق شاعر في نحيب القهوة!
(7)
اسمي ببغاء..
وسأثرثر بآخر الحكايات:
أدركتُ شاعرا في شرق النباح!!
لم ير العالم ملونًا
كريشة في روحي..
فالتقط نحلة
من نزيف نهد مسموم بعرق التساؤل!
وسماها رصاصة الرحمة،
وابتلعها..
وظل يحلم إلى الأبد..!
(8)
اسمي جووورج
شكرا أبي.. سميتني “قبلة حارة”
ترسمها الجميلات على شفاههن
حين ينطقنني!!
***
……………
(1) أبوكريفي: في علم اللاهوت والتفسير يعني مزيف وغير قانوني
* نقلاً عن مجلة “إبداع” العدد 11(الإصدار الرابع) يناير 2020

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project