أغرقُ كلّ يوم متى أتعلّم السباحة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

(1)

أنا أيوب الطالبي

واحد وعشرون سنة

أسبحُ طيلة هذا العمر

في البحر الذي كوّنتهُ دموع أمّي

بدءاً من المخاض

ومع ذلك

لا أتقنُ السباحة في بحار الله.

 (2)

يا أبي

لقد غرقت باكراً في البحر

أمّي لم تكن تُجيد السباحة

ومع ذلك تمدّ يدها لتخرجك

كأنّها تمدّ الطعام لعصفور

داخل قفص

وأنت في كلّ مرّة

تظنّ يَدَهَا

يدها التي أطعمتنا منها

سنوات طويلة دون أن تملّ

ودون أن تضجر

يَدَ صيّاد.

(3)

وصلنا باكراً

قبل أن تشرق الشمس

ولم نتوّقف في محطّات الاستراحة

باكراً وصلنا

إلى محطّاتنا المجهولة.

(4)

أحمل قلب شاعر

أيّتها الأرض

وكما ترين، منذ سنوات

أسقيك بدموعي

كلّما غرس جدّي معوله

داخل أعماقك،

وأنت كالبلهاء تدفعي ثمارك

في كلّ مرّة لجدي.

(5)

في كلّ صباح

أفركُ يدي

لعلّ ما حدث مع علاء الدين

يحدثُ معي،

في كلّ صباح

أنتظرُ أن يستيقظ أبي من تابوته

ليربتُ على ظهري

قبل أن أخرج

ظهري

الذي سكنتهُ العناكب.

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم