أسميتها ميرال ..

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

آلاء فودة  

لما كانت العلاقة بيني وبين أمي علاقةً سرمديةً تضيع فيها لغة البداياتِ ونجهل فيها خطوط النهاية صرنا أقربَ من كلمتين في جملةٍ واحدة ، أنا وأمي علاقةٌ مصغرةٌ من كل ثنائيات التواجد العاطفي في هذا الكون ، أنا مُريدتها الأصدقُ على الإطلاق ، نتباعد وتفصلنا مئات الكيلومترات بل من الممكن أن تفصلنا قاراتٌ بجغرافيتها وصفاتها الجينية ولكني هناك أشعرُ بوخزة ألمٍ بركبتها اليسرى ، بدقةٍ شاردةٍ في شريانها التاجي ، بهمها الليلي في تقدير ما ستجري به الأيام .
صرت وأمي علاقةً مرضيةً لها لغتها الخاصة وفكرها الجيني ، خافت علي وخفنا مراراً من تبعات هذا التعلق ، حينما أخرج من أمي تكسرني عيون الآخرين أشعر أن العالم يتآمر علي وأن علي الركض سريعاً إليها لتقول لي أن كل شئ على ما يرام حتى ولو بدت الحقيقة عكسَ ذلك .
ولما أصابني ما أصابها وما قُدِّر لجدادتي وكل من امتلأت قدورهن بنون النسوةِ وأصبحت أماً لأنثى خفت عليها من تكرار التجربةِ ، من أن تعيش إبنتي بداخلي في زمني الخاص بي.
خفت عليك يا صغيرتي مني ، من زمنٍ ليس لأمك مكانٌ فيه ، أمكِ التي لا تملك في الحياةِ إلا كتباً تدس فيهارأسها لتهرب من العالم ، أمك التي حلمت مراراً بتغيير هذا العالم فانغمست فيه وغيرها العالم .
لا أطلب منك سوى أن تعيشي حياتك الخاصة بزمنك أنتِ لتحققي ما تحلمين به لا ما فشلت أمك في تحقيقه ، اخرجي للعالم بسطحيته ووقاره واتركي أمك تحارب طواحين الهواء وحدها .
ولأن هذا كل ما رجوته لك يا ظبيتي الصغيرة التي بمقدورها أن تترك أمها وترعى في البرية وحدها
فإني أسميتكِ "ميرال "

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 شاعرة مصرية 

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

قلب