أسطورة ضائعة

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 17
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

طارق هاشم

في الممر الضيق أسير

تتقدمني عجوز بعكازين

يبدوان كغيمتين نابضتين

صنعتهما الماساة

كانتا تحجبان وجهك

الذي أطل حزينا دون سماء تحرسه

كان وجهك يسكن بيتنا لسنوات

حتى اختارته سحابة الموت الغريب

وجهك يلمحني الآن

يسمع ربابتي وهي تتنصت على وقع خطوات

ربما لم يمنحها القادم حق اللجوء إلى الراحة المؤجلة

حين اختصرنا العالم في نظرتنا إلى الحائط الفاصل

ما بيننا

توقف الممر عن استيعاب خطواتي الثقيلة في الطريق

إلى خيمتك

لوهلة فكرت أن أتجاوز العجوز التي وضعها المساء في طريقي

إلا أن الفتحتين اللتين تحيطان بزوايا جسمها

ليس بوسعهما أن تمنحا لاجئا أجبرته الشوارع

أن ينام على صوت صنبور ليس لديه رفاهية الغلق الكامل

فراحت أيامه تتساقط نقطة نقطة

أن يعبر كطيف أسير خلف غيمتيها الرابضتين كجرح مزمن

لم يعد أمامي سوى الانتظار كحل نهائي

ربما انحنت العجوز قليلا باتجاه اليسار

اليسار اختيارنا للعبور

ربما أسندت ظهرها لتستريح من تعب الطريق

على خيط بداهتها

أو ربما غابت الفكرة

وتعطل النص

وظل وجهك كآسطورة ضائعة

في آخر الممر

مقالات من نفس القسم