طارق هاشم
في الممر الضيق أسير
تتقدمني عجوز بعكازين
يبدوان كغيمتين نابضتين
صنعتهما الماساة
كانتا تحجبان وجهك
الذي أطل حزينا دون سماء تحرسه
كان وجهك يسكن بيتنا لسنوات
حتى اختارته سحابة الموت الغريب
وجهك يلمحني الآن
يسمع ربابتي وهي تتنصت على وقع خطوات
ربما لم يمنحها القادم حق اللجوء إلى الراحة المؤجلة
حين اختصرنا العالم في نظرتنا إلى الحائط الفاصل
ما بيننا
توقف الممر عن استيعاب خطواتي الثقيلة في الطريق
إلى خيمتك
لوهلة فكرت أن أتجاوز العجوز التي وضعها المساء في طريقي
إلا أن الفتحتين اللتين تحيطان بزوايا جسمها
ليس بوسعهما أن تمنحا لاجئا أجبرته الشوارع
أن ينام على صوت صنبور ليس لديه رفاهية الغلق الكامل
فراحت أيامه تتساقط نقطة نقطة
أن يعبر كطيف أسير خلف غيمتيها الرابضتين كجرح مزمن
لم يعد أمامي سوى الانتظار كحل نهائي
ربما انحنت العجوز قليلا باتجاه اليسار
اليسار اختيارنا للعبور
ربما أسندت ظهرها لتستريح من تعب الطريق
على خيط بداهتها
أو ربما غابت الفكرة
وتعطل النص
وظل وجهك كآسطورة ضائعة
في آخر الممر