أربع قصائد

أربع قصائد
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أربع قصائد

هبة عصام

1ـ سحرٌ قديم

حين تنتهي اللعنةُ

سأضعُ ضحاياها أجنّةَ زهرٍ في ذاكرتي

وآخرَهم في طينٍ وماءٍ

لا ضغينة

الآن فهِمتُ

منذ ألفَ عامٍ كنتُ راهبة هاربة

منذ ألفينِ على سفحِ جبلٍ كانَ موطني

كنتُ الصغيرة ابنة الخبازِ

قتلني مُزارعٌ شَبِقٌ

منذ ثلاثةٍ كنتُ ساقية المطر

أمضغُ الثلجَ على شواطيء بعيدة

منذ أربعةٍ كنتُ أسطورةً تعودُ الآن ،،

الآن فهِمتُ..!!

.................................

 

2ـ قوية كالموت؟

مَن يدفعُ الفاتورةَ عند الله؟

أن تستيقظَ أُمٌّ على بكاءِ ابنتها

أن يجرَّ النعوشَ ضعفاءُ طيبون

أن تختنقَ زجاجةُ عطرٍ ملفوفةٌ في هدية

المحبةُ ضعيفةٌ كالحياة

.

مَن لوَّنك بالأبيضِ؟

الأبيضُ لا يَضحَكُ، الأبيضُ أضحوكةٌ

الأبيضُ نجمةٌ غارقةٌ في شُرفةِ رجلٍ مائي

الأبيضُ حدوتةُ النِبال

.

ألم أُحذِّركَ أن كلامَ الماءِ مسمومٌ؟

كيف جعلتَ مِن زاويةِ الحائطِ كفّينِ

يحتضنان وجهي؟

…………………………………

 

3ـ أبريل

يختبر هزيمة الوقت في يده المرتعشة

الرقم كما هو

ربما الآن يحمل كنية أخرى

ليس لأن شيئا تغير

لكنه اعتاد طلاء القلب

بقشرة رمادية

.

في قارة قريبة

ثمة أشياء لم تعد كما كانت

في كل صباح

ثمة ضباب يسكب نفسه داخل فنجان

وبنت تشربه دون سكر

.

مدن الرب حوائط كثيرة

ساعات معلقة على كل شبر

الساعات الراكضة دون وعي

والساعات المعطلة دون اكتراث

كَـ رِهانٍ بين سماءين

.

الآن..
إلى أي سماء نتوسل أن ترفع يدها؟

اللعبة لم تعد حلوة

الحنين كلعنة أبدية

وإن وجد طريقه إلى فوهة خامدة

لم يكن مريحا أبدا

……………………………………

 

4ـ عصام

كان يتحسس التذكرة التي وضعوها في جيبه

حين احتضنني بعطش أخير

أبي..

أنفاسي المحملة بصورتك

صورتك المحملة بعقود من التفاصيل

التفاصبل المحملة بالأغاني وإذاعة البرنامج العام

بصوتك القادم من آخر غرفة في البيت

ضحكاتك العالية

ضوضاؤك الجميلة توقظه

ذلك النصل المتربص داخل رئتي

حين أتنفس ك

.

كان يسقي الطين كل يوم

وينتظر ما تحمله الرياح

لم نؤمن مثله

لكنه اقتسم معنا الطماطم الطازجة

وانتظار البلح الأحمر

شجيراتك يا أبي

نادتك بثمرات أخيرة

وحين لم تجب.. أعادتها للرياح

لكن الطين يعرف بالأمر:

“أبي كان يزرع النخل داخل إصيص صغير”

.

لروحك يا أبي

أفسح مكانا في سريري

تربت على كتفي حين أنام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*من ديوان يصدر قريباً

خاص الكتابة

 

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project