حاتم عبدالهادى السيد
هائم أنت،
أيها السيناوى العظيم
لقد اخترعت الأبجدية الأولى،
وسطرت سفراً للخلود هناك…
عند منتصف لطريق ممتد
لا تتوقف قدماك
بينما عقلك الصغير يشيد أبراجاً للعالم
تمتد بنايات هائلة،
وأنت وحدك تتأمل..
حرستك الملائكة عامين،
ولثلاثة أعوام كاملة
كنت تسير حافى القدمين
تسرح فى برّية الوجود
تحلب الشياه البيضاء،
غير عابئ بالنجوم..
وفى الليل تعوى كذئب جريح..
لا تجد هناك ما يبرر صمتك
لكنك تردد فى إصرار :
الأبجدية… الأبجدية
الطريق الأخير الجميل
ربما لم نفهمك حينذاك،
لكن مهابتك فرضت حولك سياجاً
من الدهشة، أيها التنويرى القديم.
(2)
أيها السينائى العظيم :
كم أنت غريب ووحشى!!
وأنا أقف أمامك
عريانة إلا من الحب
فتاة فى الثلاثين وحيدة
فقدت أبويها فى حرب فيتنام
رضعت اليتم والحرمان
وتدثرت بالعشق..
انه النور هناك،
وشجرة الايمان باتت أقرب اليها من ضلع يئن
سأعلن التمرد على العالم
وسأهرب منك أيها البدوى الخشن
سأذهب نحو الحرية،
وحيث متسع للمتعة والحياة،
لذة الروح الباذخة / الشهية
قف أنت وحدك هناك:
أيها البدوى الشهىّ.. الأخير.