أسامة كمال
لماذا تركنا أحلامنا على الرصيف
دون وداع
تركناها مع أفكارنا الضالة وحدها
كانت أضعف من أن تقاوم
قسوة الشوارع
اعتادت أن تسكن وحدها
سطح أرواحنا
تأتنس بأصدقائها
من قدامى الأحلام
وجدتها مرة تتحدث مع حلم عابر
كان يبكى لأنه شعر بنهايته
نصحته ..
أن يختبئ بقلب صاحبه
ويصعد من القلب
إلى بيت الذكريات اللامع
حتى لا يموت
اعتادت أحلامنا أن تلتقى
في ركن بعيد
مع الأحلام الهاربة من أصحابها
تقص عليهم حكايات مدهشة
عن أحلام هربت
من أصحابها الجبناء والفاشلين
الغارقين في عاداتهم السرية
هربت إلى شواطئ اخرى
وسكنت على أسطح أرواح
حالمين آخرين
لا يكفون عن محبة أحلامهم
ويتحدثون معها طيلة الوقت
ولا يتركونها وحدها
حتى تستطيع العودة
الى بيت أهلها في القمر
لماذا تركنا أحلامنا على الرصيف
دون وداع
أفكارنا الضالة اعتادت
على حياة الشوارع
ولم يعد يخيفها
البشر القادمين من الظلام
وأحلامنا هرمت وضعفت
حتى صارت نطفة هائمة
في سماء الروح ..
وألقيناها خلفنا ..
على الرصيف ..
بدون وداع