أثرُ الغابةِ في المنامِ

reda kareem
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رضا كريم

هوت الغابةُ في العتمةِ

ببحرٍ لا متناهٍ من الصمتِ

يترقرقُ الفراغُ

وتتصاعدُ أنفاسُ الوحشةِ

تأهبتُ لمشاهدةِ ذلك البريق المتفجرُ

بعيون الذئبِ

 العطش القابعُ

بدمِ الضحيةِ

سكونٌ مطبقٌ يطاولُ السماءَ

يكتمُ أنفاسَ الخطوةِ

أين زقزقةُ الطيرِ

لتنفضَ غطاء العتمةِ

وتعيدُ طريقَ الشمسِ

بل أين هو الطيرُ

أين جناحهُ ينفضُ تراكماتَ الغبشِ

ويبددُ عن الجسدِ سورةَ التيهِ 

الممرُ طويلٌ

بلا شمسٍ أو أملٍ

بضفةٍ أخرى

ممرٌ طويلٌ

وفي الممرِ الطويلِ

أجلسَ نفسهُ ليرى

أثرَ المطباتِ الحادةِ

 أثرَ الظلالِ على القامةِ

في الممرِ الطويلِ

حيث اهترأت الحقائبُ

بهتت أختامُ جوازات السفرِ

وأودعت صورةَ الوجهِ ملامحهَا بين طياتِ الزمنِ

الزمنُ الذي لا ينسى أحداً

الذي يجمعُ حولَنا كلَّ ما لا يرجعْ

 تجاوزٌ لتوالياتِ الأيامِ

ولتصبحُ عقاربُ الساعةِ جناحُ فراشةٍ

يذوبُ بين أشعة الشمسِ

جلس َ السؤالُ

يجففُ دبقَ الماضي من ثوبِ الذاكرةِ

كم ينبغي لهذا السؤالُ

لمفرداتهِ لإيقاعِ رنينِها

أن تنتشلنا من حافةِ الغرقِ

لباحةٍ علي الضفافِ 

هناك  حيث لاحَ الطيرُ

في المنامِ  ولوحَ، صعدَ

 نبهني بتلويحيه منتشياً

هل أضاعَ طيرٌ ما عشهُ ؟

هل التبست عليه الأشجارُ؟

وغامَ طريقهُ

كما تفعلُ الأوطانُ

صعدَ الطيرُ

لوحَ بجناحهِ لأتبعهُ

رأيت الأفقَ يتنفسُ

رأيت ألعلامةَ الراسخةَ بين الريشةِ

ووهجِ الشمسِِ

رأيت الجدل المحتدمِ بين الهواءِ

وخفقةِ الطيرِ

وأدركت: هكذا إذاً يكتبُ الطيرُ

على صفحةِ السماء الزرقاءِ، لحنهُ ويمتلئُ

يرجعُ على وقعِ رائحةِ الأشجارِ

يعرفُ طريقَ البيتِ

لينام على وسادة

من ريشِ الأمانْ

 

 

مقالات من نفس القسم