يوميات: 1/5/2015

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

كل شيء جيد، كل شيء جيد على نحو لم يحدث من قبل. احترقت الضلالات التي أتلفت أعوام سابقة، انسكب السلام في قفصي الصدري، وقبلتُ كل شيء، لكن الرسالة الإلكترونية، الرسالة الإلكترونية التافهة أثارت جنوني، العُطل الذي حدث في صندوق بريدي، لم يكن تكنولوجيًا، لقد كان الخراب الذي فيّ أنا، كان هو مَنْ يتحكم بالأمر، ولأنني فهمت، جلستُ لأربع ساعات كاملة أحاول قطع أذرعه، الرسالة الإلكترونية التافهة، وصلت أخيرًا إلى حيثُ كان ينبغي أن تصل، وأنا وضعتُ رأسي بين كفيّ بعد أن تيقنتُ من أن عطلي القديم لم يزل يقظًا ونشطًيا.

هل هناك مرض اسمه سرطان الروح؟ كان ساكي مونرو يقول “بعد الفرح يأتي الحزن”، الفرح حاضر في روايّة لم أكتبها بعد، لكنني أعرفُ كل آثامها، كان هذا بالأمس، اليوم، خيبتُ آمال أصدقائي، رأوا العُطل الذي طالما أخفيته، أشاروا إليه، ثم تجاوزوه. فكرتُ في أنايسس نن، كانت تقول إن الوقوف يتطلب مجهودًا لا تقدرُ عليه، أنا حتى الجلوس لا أقدرُ عليه، يأتي السلام في اللحظة التي أحلمُ فيها بأن أعيش حياتي كاملة ممددة، أقل مجهود مُحتمَل، لو كانت أناييس حيّة كُنا صرنا أصدقاء، بغض النظر أنني لا أملكُ ثمن تذكرة السفر إلى حيث كانت تُقيم، لا أملكُ أي مال، مع ذلك أريد الهرب، كنتُ سأقابل أناييس على أي حال ولا يعنيني أن أعرف كيف، أمي هي الوحيدة التي تعرفُ كيف، تعرفُ كل ما كذبت وأنا أخبره للناس، تعرفُ أنني ابنة سيئة لا تساعد في أعمال المنزل، وصديقة مُحبطِة لا تقف في الظهر، وحبيبة مُتخيلَة ليس لديها أكثر من الكلام، أبي يعرف الأمر أيضًا لكنه يُفضِّل الحديث المُقتضب، وساكي مونرو لم يزل في رأسي يُردد “بعد الحزن يأتي الفرح”، “بعد الحزن يأتي الفرح”، فيما العُطل يرددُ خلفه، أنا مريضة بروحي وهذا لا علاج كيميائي يرده، أنا فتاة سيئة تهدأ حين تُهاجم نفسها.

 

مقالات من نفس القسم