“ولي في قطار تائه” .. مسرحية شعرية جريئة تعالج قضايا كبرى

ولي في قطار تائه
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

تطرح دار إنسان للطباعة والنشر  كتاب “ولي في قطار تائه”، مسرحية شعرية، للكاتب سعيد نصر، في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، والمقرر إقامته في الفترة المقبلة.

“ولي في قطار تائه” مسرحية شعرية تحمل في ثناياها رؤى فلسفية عميقة للإنسان والتاريخ والبشر، وتجعل من الإنسان والإنسانية بمدلولهما الخيري محور ارتكاز لإنقاذ الكون من خطر الضياع، وتتناول بلغة ديناميكية وصور تعبيرية، تبدو كما لو كانت مشاهد سينمائية، قيمًا عليا وقضايا كبرى وأفكارًا جريئة تشغل بال الفكر الجمعي لكل البشرية، منذ بدء الخليقة وحتى الآن، وقد تظل تشغله إلى قيام الساعة.

وتوصف المسرحية بأنه مسرح الحياة كلها، وذلك ببعديها المكاني والزماني، حيث يتسع المكان فيها ليشمل الكون كله، ويمتد الزمان فيها ليشمل الدهر كله، وهو ما يجعلها مسرحية شعرية مختلفة، خاصةً أنها تحتوي على مضامين متنوعة، منها الفلسفي، ومنها الاجتماعي ومنها السياسي، ومنها النفسي، بشكل يضفي عليها طابع التشويق والإثارة الأدبية من أولها إلى آخرها.

ويقول سعيد نصر عنها إنه كتبها كما لو كانت دفقة شعورية واحدة، ثارت بوجدان شاعر، ولم تهدأ ثورتها إلا في نهاية دورتها، أي في لحظة انسدال الستار على الأشخاص والأحداث، وهذا يضفي عليها طابع التشويق والتأثير الوجداني، ويجعلنا أمام حقيقة مفادها أن ما يُكتب بمداد القلب والروح، لا يُقرأ إلا بذات الطريقة، فهي مسرحية شعرية تُقرأ بالقلب والذهن معا، وليس باللسان والأذنين فقط، وذلك على عكس ما يحدث حال قراءة الناس لأي مسرحية شعرية أخرى.

وتتسم مسرحية “ولي في قطار تائه” بأنها قابلة للتأويل، سواء في بعض أشخاصها أو في بعض أحداثها، وسواء في بعض أفكارها الظاهرة أو في أفكارها المستترة، وبفضل الرمزية التي تغلب عليها، فإنها تبدو « نص حمال أوجه »، يحتك معه كل قارئ، بحسب قراءته للحياة ورؤيته للبشر وفكرته عن الكون والخير والشر، والحلم الكوني الذي يحلم به كل الطيبين في القرية الكونية.

 وأهم مايميز “ولي في قطار تائه” كمسرحية شعرية هو أن المضامين فيها، وخاصةً الفلسفية والسياسية تتفاعل مع الرمزية والسردية الشعرية ، وتشكل ما يشبه الشاشة السينمائية العارضة للأحداث بالصوت والصورة، في ذهنية المتلقي، وهذا في الحقيقة لايصعب على القارئ تلمسه وتحسسه، خاصةً القارىء المحب للأدب عامةً، وللشعر خاصةً.

وتتميز المسرحية الشعرية “ولي في قطار تائه” بأن الاتصال فيها ليس في اتجاه واحد، وإنما في اتجاهين، حيث في فصلها الثاني، يشارك جمهور المسرح في أحداث المسرحية ورسم نهايتها، وذلك بعد أن أدرك الجمهور المتفرج على مسرحية شعرية كونية تعرض على خشبة مسرح باتساع العالم كله، أنه جزء لا يتجزأ منها، وبأن مصيره مرتبط بشكل ومضمون نهاية أحداثها، وهو أمر فعله شعراء مسرحيون سابقون، ولكن الجديد والمختلف في مسرحية ”ولي في قطار تائه”، هو أن سعيد نصر فعله بشكل مميز ومختلف، حيث جعل أحد المشاهدين، وهو “طفل نابغ” ، ابن بطل المسرحية، يحمل رمزية الطهارة والبراءة والذكاء والإرادة ، واختاره الكاتب كرمزية للجيل الجديد أو جيل المسقبل على مستوى العالم كله، هو الذي يحدد شكل ومضمون النهاية.

مقالات من نفس القسم