عاطف محمد عبد المجيد
إلى صاحبة هذه الأيقونة “يا لهوي عليك يا ابن محمد”
” 1 “
لنْ أقول
ما قُلْته لكِ من قبل عشرات المراتْ:
إني آسف، أو اقبلي اعتذاري
أو من فضلكِ سامحيني
أو إنني من شدّة خجلي
لا أريد أن أراكِ
سأخبركِ فقط
أن قلبي ظلّ يُؤلمني
طيلةَ ليلة أمس
ليلة أن أخطأتُ
وقلتُ كلامًا سخيفًا
– حدَّ وصفكِ له –
منع عينيكِ من النوم
ولم يمنع قلبي من الألم!
” 2 “
تِعْرفي يا “… ” إنتي فعلاً حد مفيش أي شِعر ولا أي كلام ممكن يوصفه ويدّيه حقه..والله حبيبي لو كل الشعراء اجتمعوا عشان يكتبوا عنك قصايد، عمرهم ما هيقدروا يوصفوا جمالك وروعتك وطيبتك ونقاء روحك وبياض قلبك. انتي حد متخلقش منك إلا نسخة واحدة، وربنا حرّم استنساخها، ولا حتى فيه منها الهاي كوبي بتاعها. إنتي فعلا “….” وبس. رغم إنك كل حاجة في حياتي، وانتي فعلا روحي اللي بعيش بيها، وقلبي اللي بينبض جوايا، والهوا اللي بتنفسه، إلا إني مش عارف أوصفك علي حقيقتك، ورغم كل اللي كتبته عنك إلا إني محتاج ألف مليون سنة، أكتب عنك في كل يوم منها ألف قصيدة، وبرضو مش هاقدر أكتب عنك كل اللي أنا عايزه. إنتي حد جميل..حد نقي..حد ميتكررش أبدًا والله..تعرفي وبدون مبالغة إنتي جزمتك بمليار واحد زي الجزمة اللي انتي بتحبيه. والله مش عارف أقولك إيه..بس أنا فعلا حد سييء جدًّا عشان مش عارف أحبك صح..عشان بغلط فيكي كل شوية وبزعّلك وبضايقك. أنا فعلا مكسوف من نفسي بسبب اللي بعمله فيكي..وقلبي هيفضل حزين طول العمر قصاد كل لحظة زعّلتك فيها..وكل كلمة وجعتك وكل لحظة حسّيتي فيها بكسْرة القلب.
أكيد كل كلام الاعتذار والأسف مش هينفع..بس الأكيد إني بحبك وإني مش ممكن أستغني عنك..
تعرفي والله حبيبي..جوايا كلام كتير نفسي أعرف أقولهولك..بس أعمل إيه..مش عارف..مش قادر..ممكن أكون مكسوف منك..مُحرج..وأكيد قلبي حزين وموجوع عشان أنا زعلتك كتير ووجعتك أكتر.
معلش..دي رسالة يمكن تكون أفكارها مش مترتبة..وكمان ناقصها حاجات كتير.. عمومًا حبيبي..حقك عليا..وأنا آسف لك كتير، وانتي فعلا حبيبتي وصديقتي وكل العالم بكل اللي فيه بالنسبة لي.
…………………………………………….
………………………………………………..
“حطي مكان النقط كل الكلام اللي كان نفسك تسمعيه مني وقوليهولي”
مبقاش غير إني أقول لك: بحبك.
“3”
دائمًا ما تضعينني في مأزق محرج جدًّا أمام نفسي. دائمًا ما تجعلينني أشعر بالتضاؤل أمامكِ. دائمًا ما تُثبتين لي أنكِ الأعظم والأجمل والأنقى والأطيب. دائمًا ما تجعلينني أحسد نفسي على وجودكِ في حياتي، وعلى حبكِ لي. دائمًا ما تجعلينني لا أصدق أشياء كثيرة لم أكن أحلم بها. لم أحلم يومًا أن أجد مَن تحبني كل هذا الحب، وأحبها كل هذا الحب. لم أحلم أبدًا أنني سأقابل من تصبح لي كنفسي، تمحو الحواجز بيننا، نُصبح معًا شخصًا واحدًا: جسدًا وروحًا. لم أكن أحلم يومًا أن أرى وجهًا أجمل من القمر، وعينين فيهما كل سحر وفتنة العالم، وقلبًا استأثر بنقاء وطيبة الوجود، وروحًا ما أبهاها، ويدًا ما أرقّها!
لا أنكر أنني أستكثر حبكِ لي، وأقول لنفسي إنني لا أستحقه، أقول لنفسي دائمًا ” إنك كتيرة عليا “.
دائمًا ما تجعلينني أحتقر نفسي وألومها حد التوبيخ والتعنيف، لأني تلفظت بحرف أغضبك، أو قلت كلمة جعلنكِ حزينة لبعض الوقت، أو تصرفت بطريقة آذتْكِ نفسيًّا، أو جعلتك تبكين وأنتِ بمفردك..أكيد ليس هناك أقبح من أن أجعلكِ تحزنين، أو تبكين.
هناك أشياء كثيرة أود أن أقولها لكِ، لكن يخونني التعبير..لكن وباختصار شديد أنا أحبك، وأعتذر لكِ دائمًا، رغم أني أعرف أن اعتذاري لن يقدّم ولن يؤخر.
أخيرًا..ثقي أني أحبك، وأني سأظل معكِ، لا لأنكِ تحتاجين لي، بل لأني لن أستطيع أن أعيش لحظة دون وجودكِ في حياتي.
“4 “
انتظرتك طويلًا هذه الليلة حتى أطمئن عليكِ، أو تطمئنيني أنتِ عليكِ كما وعدتني، لكنكِ تأخرتِ، رغم أني ظللت في حضرة انتظارك حتى الفجر.
كنتُ أريد أن أقول لكِ هل لاحظتِ، رغم كوننا في حالة خصام، ما إن سمع كلٌّ منا صوت الآخر عبر الهاتف، إلا وعدنا وكأن شيئًا لم يكن؟
كنتُ أريد أن أشكركِ على قُبْلتكِ التي زيّنتي بها يدي، قُبلتكِ التي تُشعرني أن العالم لي وحدي، لا ينازعني فيه أحد سواي.أشكركِ على احتضان يدكِ ليدي، كم كنتُ مفتقدًا للمستها.
وقبل أن أقول لكِ تصبحين على خير وسعادة يا حبيبتي، أشكركِ من كل قلبي على تحمّلكِ لكل سخافاتي، واسمحي لي أن أُقبّل يدك التي فاتني، رغمًا عني، أن أقبلها لحظة أن التقينا..اسمحي لي أن أقول لكِ:
اليوم فقط استعدتُ روحي التي كانت قد فارقتني منذ أيام، أمّا عن قلبي فلا أستطيع أن أخبرك بسعادته برؤيتك اليوم، هو عندكِ ومؤكد شعرتِ بمدى فرحته.
“5”
ما إن فتحتُ عينيّ اليوم إلا وطالعت الواتس آب لأطمئن عليكِ، بعد أن انقطع اتصالنا بالأمس فجأة، لكني لم أجدك.لا أنكر أني قَلِق عليكِ، كعادتي وأنتِ بعيدة عني، لكني أطمع أن تكوني بكل خير.
أمس نسيت أن أخبركِ أنني بقدر سعادتي أن التقينا دون ترتيب للقاء، لكني حزنتُ كثيرًا:
أحزنني أن لقاءنا لم يمتد سوى لدقائق قليلة مرت كأنها ثوانٍ، أن يدي لم تستطع أن تحتضن يدك وأصابعك إصبعًا إصبعًا كعادتنا وكما يحلو لي ولكِ، أن ذراعيّ لم تحتكّا طويلًا بنهديكِ، ونحن نسير جنبًا إلى جنب.
أحزنني أننا التقينا، ثم اختفيتِ كوميض لم يظهر سوى لفيمتو ثانية، أننا لم نمارس طقوسنا كما نحب، أن أشياء كثيرة تتحكم فينا، وليس لنا التغلب عليها.
أحزنني أنني لم أنزع عن عينيكِ نظارتك الشمسية حتى أراهما بعد غياب طويل، لقد أربكني ضيق الوقت وسرعة مرور عقارب ساعته.
أما أكثر ما أحزنني فهو الحالة التي تعيشينها نتيجة لخصامنا في الأيام الماضية، ويا لحزن قلبي حين قرأت قولكِ لي:
” أنا ساعات بقول لنفسي اعملي وقفة مع قلبك وعقلك وروحك وكلك وابعدي عنه عشان يعرف قيمتك وهو الخسران، بس مش بعرف.بقول أنا اللي هكون خسرانة حبيب وصديق وصاحب وأب وأخ وكل الحياة “.
كم شعرتُ، وأنا أقرأ كلامكِ هذا، بقسوتي عليكِ، وبدونيّتي، أي غباء هذا الذي يجعلني أفعل معكِ هذا، وأنا بالنسبة لكِ الحياة بكل مَن فيها؟
أتذكرين كم قلتُ لكِ إنك تؤلمينني جدًّا بتعاملكِ معي بكل هذا التسامح والغفران؟
هل تعرفين كم أثّرت فيَّ جملتك:
” كنت هكتب لك على الحالة: كل سنة وأنتَ بقلبي ومش معايا “؟
هل تتخيلين أنتِ كيف ستكون حياتي وأنتِ لستِ معي؟!
عمومًا..صباح الخير حبيبتي..ليتك بكل خير وسعادة وراحة..أفتقدكِ كثيرًا، يعني وحشتيني مووووت.
“6”
كعادتي، ظللتُ قلِقًا عليكِ حتى جاءتني رسالتك:
” حبيبي كيفك؟
يا رب تكون بخير.
أنا عند واحدة قريبتي من الصبح، بس مشغولة معاها والله.
أنا بحبك قوي يا واد أنت، ووحشتني من ساعة ما شفتك “.
كم طمأنتْ قلبي رسالتك! وكم أسعدته جملتك التي اعتدتُ على سماعها منكِ لحظة أن أشعر بامتلاء قلبكِ حبًّا لي ” أنا بحبك قوي يا واد أنت “
كم أتمنى يا حبيبتي أن أنقل إليكِ إحساسي بكِ في تلك اللحظة!
إن كنتِ تحبينني ” قوي ” فأنا، حقيقة، ليست لديّ كلمات أصف بها حبي لكِ يا ” بت إنتي “.
“7”
أسعدني اتصالك الهاتفي بي لتطمئني عليّ، جميل أن تُسمعيني صوتكَ، صوتكَ الذي ما إن يدخل أذني إلا ويُنقي كل جسدي مما هو فيه من حزن وعناء.
بالفعل أسعدني اتصالك بي حبيبتي، وسعدت كثيرًا لسماع صوتك، لكن ما أحزنني، أنك بعيدة عني، إنك قلتِ لي: ” ياااه يا عاطف..مفيش غُلْب أكتر من غُلْبي وأنا بعيدة عنك.
تُرى..ماذا سيكون تعليقي على كلامك هذا يا حبيبتي سوى أن أشعر بقلبي وهو ينقبض ويختنق حزنًا عليكِ، وأن أضبط عينيّ وهما تبكيان؟
” 8 “
” عارف..أنا كان نفسي آخد إيدك وأحطها على قلبي، وأقول لك والله يا عاطف اسأله عشان تعرف إنه عمره ما كدب عليك، وإنك الوحيد اللي فيه، والوحيد والأخير اللي حبك “
أمس وأنا أقرأ رسالتك هذه قلت في نفسي لو أن كل إنسان تمسّك بحلمه تمسّككِ أنتِ بي، لصار العالم مختلفًا عمّا هو عليه الآن تمامًا.
” 9 “
هل تعرفين أن قلبي كثيرًا ما ينتابه إحساس غريب، هو مزيج من الدهشة والسعادة والتعجب، حين يتذكر المرات التي تشاجرنا فيها معًا، وعزم كل منا على أن هذه هي المرة الأخيرة، إن قال أحدنا ” سلام ” رد عليه الآخر ” ألف سلام “..هل تذكرين ماذا كنتِ تقولين لي بعد أن تخبريني أنكِ قررتِ أن تبتعدي عني، متوهمةً أن بعدك عني سيجلب لي الراحة والسعادة التي لم يذق طعمها إنسي أو جنّي؟
فقط أُذكّركِ بهاتين الجملتين اللتين لم تفصل بينهما سوى بضعة ثوان:
” وأنا أوعدك إني مش هقرّب منك والله “، و ” يا عاطف أنت مش قادر تفهم إني حد بيحبك أكتر من نفسه “.
هل تعرفين أن قلبي يضحك لحظتها، ممتلئًا بحبك، وهو يتساءل كيف سأتركك تبتعدين عني، وأنتِ تحبينني أكثر من نفسك؟!
” 10 “
صباح الخير يا حبيبتي
حين صحوت اليومَ، أردت أن أكتب إليك رسالتي اليومية.أردت أن أبعث إليكِ من خلالها بأشياء كثيرة، تسكن قلبي، وكلما أردت أن أقولها لكِ، يأخذنا الحديث في اتجاهات أخرى.لكنني لحظة أن أمسكت القلم لأكتب، لم أجد ما أقوله لك سوى: أني أحبك.
” 11 “
كنت أظنني، قبل أن أحبك، أجيد الكتاية والحديث، ورغم أنك أنتِ شخصيًّا تشهدين لي بهذا، إلا أنني بعدما قرأت كلماتك التي تعبر عن حبك لي، تأكدت أنني أفشل تلميذ في مدرستك يا حبيبتي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** من كتاب قيد الكتابة سيحمل غلافه هذا الاسم: “من رسائل الغياب”