أردتُ أن أصبحَ طويلةً كي يلاحظني الأشخاصُ حين أتكلمُ..
هذا أن حدثَ وتكلمتُ!
أردتُ أن ألمسَ المصباحَ المعلقَ الذي أراقبه كلَّ ليلةٍ…
أن أتحسسَ جرحَ الشجرةِ الذي طالما حدقتُ بها بينما يحفرُ حبل أرجوحتي غصنَها…
أردت أن أتسلق السنوات لأصل إلى جسد مرئي…
وصلت…
بعد حزمة من جروح الشجر إلى الجسد الذي تصورته
أصبح أجمل من صوري
وأصبح له لغة لا أفهمها
ولكنها تشبهني
أصبح له صوت مرتفع
يصيبني بالهلع
لقد ابتعد عني كثيراً!
اليوم يصلني أنينه
أسمعه يستغيث
أجلس إلى جواره وأربت عليه
ولكنه لا يشعر بي
“جئت لأعتذر…” أقول.
ولكنه لا يسمعني
أُكمل: “أعتذر لأنّي أردت أن ألمس الضوء، أعتذر لأني شعرت بثقلي فوق غصن الشجرة.. أعتذر لأن بي رغبة للمس الجراح.. لأنني ظننت أني أستطيع شفائها… أعتذر لأني رسمت.. وحلمت وكبرت”
أشعر بالإحباط حين لا يسمعني
إذ أنسى أنني…
غير مرئية