هل تصدق في الأبراج

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

كنت سعيدة في بدايات الصباح، ضوء الشمس كان رقيقاً جداً، تستطيع ان تجعله رقيقاً لو أردت ..تستطيع ..

رسائلي إليك ترهق رأسي؛ لم أعرف أنها ستكون مشروعي الجديد في الكتابة، هل تقبل ببساطة أن تكون مراسلتك مجرد مشروع قابل للنقاش والجدل، مشروع كتابة من شاعرة تسخر من الشعر والشعراء ومن نفسها ..

رأسي متخم بالقلق وأنت تستحوذ عليّ كلياً والرسائل لا زالت لا تجدي، أخبرتك أني كنت سعيدة في الصباح، بعد شهور من المراسلة تمنحني دقائق من السعادة، هل يتوجب علي محادثتك هاتفياً حتى أظفر بدقائق أكثر من السعادة.

اقتربت من الهاتف لأحادث أمي لكنني تراجعت ربما كانت تصلي، عندما سألتها “هل تمنحك الصلاة السعادة؟”، قالت بفخر  ثقيل: “الحمدلله”. رسائلي أصعب من الصلوات المحفوظة التي لا ترهق العقل، كنت أنوي التوقف عن مراسلتك، حكت لي أمي يوما أن أبي ما إن بدأ في الصلاة حتى كسرت ساقه فتوقف، وقال: ” ماجدوى الصلاة التي لا تحمي ساقي من الكسر”.

النملة الصغيرة تقاطعت مع سعادتي فدهستها: لكن طابور النمل لم يتوقف عن الذهاب في اتجاه غرفة الطعام ، يمر فوق ظلي بتبجح ليقتات على الفتات المتساقط أسفل المائدة ويسخر من خرطوم المكنسة القصير الذي لا يصل للفتات المتناثر ومن كسلي الذي يترك لهم الفتات متناثراً دون اهتمام .

الكراسي الثمانية ومائدة الطعام الرابضة في الغرفة التي لا يدخلها أحد تحتل في بيتي مساحة أكبر من تلك الفرجة الصغيرة المخصصة لي، أنا لا أحب الطبخ ولا أحسن استقبال الضيوف،، لماذا أخصص غرفة لهم يأكلون فيها بينما ألتقط أنا طعامي لو تذكرت ذلك، الكراسي المتشابهة عنوان مناسب الملل، والمائدة تلتهم كل الغرفة.

ليتني كنت نملة، النملات متألقات ولا يُصبن كلف الحمل، يهمسن في أذني أن أذهب معهن إلى الجحر الصغير في الأسفل ..هل أذهب ..هل أذهب معهن ؟ هل أذهب ..؟

في كل مرة لا تجيب على تساؤلاتي وأنا لا أتوقف عن التساؤلات؛ تعرف: صغيرتي وضعت السمكة المشوية في درج التسريحة، ثم بدأت في اللعب من جديد، لماذا لا أعبدك ببساطة هكذا دون منطق دون تساؤلات؟

ماذا لو ألقيت الكراسي الثمانية  من النافذة وأفرغت الغرفة لقصائدي العبثية ولوحاتي غير المكتملة وبعض الورود المجففة وأكوام من الكتب المتاكلة، ستكون حياتي أفضل بالتأكيد، سينتهي التوتر عندما أجد مكان أبكي فيه دون أن يسألني أحد عن الأسباب، أنا متأكدة انك تعلم ذلك ولست بحاجة لتذكرة مني، لماذا يفضل زوجي الضيوف عليّ -الضيوف الذين لا يأتون غالباً- تعلم أن برج الدلو يحمل دائما ماء ليطفئ به أفكار برج القوس المشتعلة ..هل تصدق في الابراج؟

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي
رسائل إلى الله
سارة عابدين

قطعة سكر