فرانسوا باسيلي
ما أقصر العمر الطويل
ما أطول العمر القصير
هكذا غني المهاجر في البلاد الأجنبية
وهو يسكب سر قلبه من مكانٍ لمكان
دون أن يسند رأسه مرةً
علي صدر صبية
ليسمع ما بقي من كان ياما كان
هكذا غني المسافر من زمانٍ لزمان
ماضيه حلمٌ خاسرٌ ورؤياه دخان
يختفي منها ومن غده المخيف
في الغرف السرية
لا امرأة تواسيه بغصن السنديان
ولا شجر الصفصاف
يحرك ما تخشب من أغانٍ في فمه
ولا رسالة من وطنٍ تعمد في دمه
صلى صلاة الشكر والعرفان
لإلهةٍ وهمية
ربما إيزيس أو هاتور
رقدت عليه كي يحيا
علي سريره الأخير
مضي القليل والكثير
ولم يبق في الحلم بقية
ما أطول العمر القصير
قال المسافر وهو يبكي ويغني
ومضي..
لا يلوي علي مصير
ولم يترك وصية.