هذه ليست قصيدة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

لدي صديقة تكتب الشعر. أخبرتها أنني في غيابه أفتقد حتى تلك الأشياء الصغيرة التي تثير أعصابي في وجوده. أفتقد غطاء أنبوب معجون الأسنان وهو مفتوح على الرف أعلى حوض الحمام. أتأمل الأنبوب المغلق وأشعر أن غطائي أنا مفقود. قالت صديقتي أن هذه قصيدة.

لدي صديقة أخبرها ابنها أنها غريبة الأطوار، مثل كوب حليب على مائدة افطار طفل. قالت ضاحكة أنها تشعر أن في قوله سباب مبطن. أرسلت لها قلوبا افتراضية ملونة  وأخبرتها أن في كلماته  قصيدة.

لدي صبارات مليئة بالأشواك، يخبرني البعض أنها ترسل في المكان طاقة سلبية. أراقب صباراتي بصبر وعندما تبتسم لي ويفتر ثغرها عن زهرة ألتقط صورتها وأنشرها، وأخبر هؤلاء أن هذه قصيدة.

لدي شارع أسكنه به قطعة أرض خالية، وتسكن تحت السيارات المصطفة بها قطيع كلاب. أسير فيلاحقني جرو يهز ذيله ويرسم به أشكالا في الهواء. أبتسم له وأنبح، ثم أسأله: هل قلت ذلك بصورة صحيحة؟ كيف تنطق بلغة الكلاب وتقول "هذه قصيدة"؟

 

لدي معاني كثيرة تتزاحم في عقلي تبحث عن الأحرف المناسبة لها حتى ترتديها وتتباهى بها وقد تراصت متجاورة. أتأملهم وهم يتزينون بقدر استطاعتهم. ينظر لهم شاعر ويتجهم. يقول أن هذه ليست قصيدة. 

مقالات من نفس القسم