هدايا الوحدة

المرجيحة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد خير

من شرفتك

تسكبين الماضي

مثل ماء الغسيل

الذكريات

 لا تفني

والماء

تسترده السماء

لتسكبه فوقنا مجددا

إن لم تدمعك الذكري

سيبلك المطر

في لحظة خرقاء

 استندنا سوياً

إلي سور حديقة

لم يكن الطلاء

قد جف بعد

مؤخراً

مررت من هناك

نظرتُ

رأيت أثر جسدينا

في الحديد

الذي كان لامعاً

يومنا

لا تسيئي الظن:

أعادوا طلاء السور

مراراً

بعد تلك المرة..

لكنني

مازلت أميز أثرنا

رغم ذلك.

 

فوق أرفف المطبخ

تركت لي

كل هذه العلب

وقد ألصقت فوقها

أوراقك الصغيرة

وخطك الكبير

يشرح أسماء البهارات

بوضوح وصبر

كنت أعرف

إن كل هذا الحنان

سيؤلمني

يوماً..

لكنني

مازلت آمل

إن ثمة مستقبلاً

سيجعل الأحزان

أخف وطأة

ويسمح لنا

بانتقاء المشاعر

التي تناسبنا

من فوق أرفف

ليس لها ذاكرة.

كل هذه العلب

في مطبخي

لم تنقص

إلي الآن

ذرة فلفل..

نسيت

أنني دائماً

أنسي

أن استخدم البهارات..

.

إلي حيث تنتمين

ذهبنا معاً

ثم عدت وحدي

هذا

بلا شك

أفضل لي كثيراً

فهكذا

لم أتورط في ارتكاب الوداع

علي أرض تخصني

أو بين جدران تراقبني

كل يوم

وهكذا

أتمكن من خداع السرير

والتلفاز

والشرفة

فأقنعهم

أن غيابك

مسألة مؤقتة

.

برحيلك

لم أعد مدينا

لكل تلك المصادفات

التي قادتني إليكِ

تحررتُ

إلا من غرفة واحدة

أعجز عن طردك منها

فأكتفي باستهلاك الوقت

في تدخين الذكريات

وتلوين ملامحي

بمشاعر

لا تجتمع عادة

في نفس المكان

كالدهشة، ودموع الكراهية

في ظلامي الخاص

أجلس مستريحاً

لكنني

كلما لمست دفئك أرتجف

فالأشباح

تبقي مخيفة

حتي لو كانت لأشخاص

نحبهم.

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم