فتقدم لنا المؤلفة سر الحياة في “الحب” فالله أحبنا أولاً وخلق لنا الأشياء الجميلة لتسعدنا، من ثم تنتقل لمحبة الآخرين “الحب هو أن نسعد بعضنا البعض” فنصنع أشياء مفيدة للآخرين، ورغم تداخل الأسئلة في رأس نور تجد الأم ما يربطها جميعاً، فنور دائمة التفكير تملأ علامات الاستفهام رأسها الصغير ويدهشها العالم من حولها صانعاً علامات تعجب تجاهه “فمن أين جئتما بي؟ وهل احضرني أبي من عمله؟” فيبدأ حوار تظهر نور من خلاله وهي تبحث عن إجابات لأسئلتها لتحملنا الجمل وتنقلنا الأفكار من الله المحب خالق الكون بكل غناه ليسعد الإنسان إلى المحبة بين الناس، فمن لم يحب لم يعرف الله وكيف يستطيع الإنسان أن يتحدث عن حبه الله وهو لا يحب الناس الذين يراهم! . ونور تحيا بحب والديها فهي فتاة محبوبة في جميع أحوالها فحتى وإن كانت تبكي تبقي جميلة، يحيرها العالم وتجد من يستمع ليها ويتحدث معها فتستقبل العالم بالحب .
وتأخدنا رسوم الفنانة رانيا أبو المعاطي برقتها، مؤكدة على عالم نور “المحبة” إذ رسمت العناصر برقة جعلتها تتحرر من الجاذبية، فخفتها وتمايلها يجعلك تشعر بأنها لا تتحمل ثابتها والتصاقها بالأرض فتصنع لها خلفيات حالمة شديدة الرقة من خطوط دائرية صغيرة بأقلام خشبية ملونة على مساحات لونية شفافة. و”نور” فتاة رشيقة ذات عينين متسعتين وشعر حالك السواد تظهر وديعة بجوار والدتها في عالم المحبة، حيث لا تخلو أغلب المشاهد من ظهور النباتات والطيور والقطط الملونة .. نعم إنه الحب، ما يجعل العالم أكثر خفة .. فلنحيا في العالم “كنور” يدهشنا ونغلبه بالمحبة !.
ريفيو:
ـ “لماذا أنا هنا؟” ـ من سلسة “نور تسأل” صادر عن دار البستاني 2014
ـ لبنى شكري: مؤلفة قصص أطفال تعيش بالولايات المتحدة الامريكية وصدر لها أيضا “نور والراديو المسحور .
http://beladba3ida.blogspot.com/
ـ رانيا أبو المعاطي: رسامة قصص أطفال، قامت برسم العديد من كتب الأطفال ومنها “ليلة مثيرة جدا” عن دار الشروق ولها تجارب في التأليف أيضا ومنها “ريم وحبات الخرز” عن دار أصالة.