نهاية سعيدة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

إيمان السباعي

أنت غير مضطر للرد على هذه الرسالة

ولا الرسالة التي تليها

ولا أية رسالةٍ أخرى  قبل أن تتوقف تماما عن كتابة الرسائل اليك

ستصبح قريبا امرأة طيبةو مجنونة

تكتب الرسائل لغرباء لا تعرفهم

تحدثهم عن ذكريات تحفظها لأجلهم

عن صوت المنبه ذي المخالب الذي يوقظها في الصباح

عن الطعام الذي انتهت صلاحيته لأنها نسيت أن تضعه في الثلاجة

عن سريرها الذي لم يعد يحب رائحة عرقها فيلفظها لتبيت ليلتها

جالسة على كرسي ّ

 ستكتشف مع الوقت أنه مسكون بأجنحة ميتة لعصافير عمياء

ستبيت ليلتها واقفة

تحاول أن تفتح النافذة وتفشل

تحاول أن تفتح الباب فينخلع المقبض

تحاول أن تلعب لعبة قديمة بأن تعد مربعات متخيلة

تقسم سقف الحجرة لمساحات متساوية

فيراوغها السقف ويستحيل أشكالا تجهلها

 

أنت غير مضطر أن تأتي لموعدها في السادسة

ولا في أي ساعة ٍأخرى

هي أيضا لن تأتي

ستكون مشغولة بتلميع صورة زفافها

تكره هذه الصورة بالذات التي تم تكبيرها لتبتلع نصف جدار حجرة الصالون

عيونك حزينة

يقول  الذين أتوا للتهنئة

الولد يشبه أباه

تقول أمها وهي تحاول إيقاف الدم المندفع بغزارة من بين ساقيها

(السلام عليكي يا مريم..السلام عليكي يا عدرا)

تقول جارتها العجوز

رسائلك جهمة..تقول أنت

نهاية الفيلم لا تعجبني

تقول هي، بينما يقبّل البطل البطلة قبلة طويلة.

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم