نصوص

نصوص
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سلوى عبد الحليم

1

المغني،

الذي كان يعبر بنا الطريق ليلاً

ليهدينا بعض ضوء ومساءات جميلة

المغني،

الذي كان يسأل العربات أن تكون مسرعة،

ويسألني أن أخلع عن دميتي ثوبها الوحيد، وأن أضعها بين ذراعيك

المغني،

الذي كان يفتح لنا الأبواب الموصدة لنجلس معاً

في المسافة ما بين قلبي وصدرك

المغني،

الذي كان يمنحنا ماءً عذبًا

مثل نهر أرغمته الآلهة أن يتدفق ليل نهار

المغني،

الذي كان يشدو فيؤنس وحشة الحطابين،

وحراس الكنائس والمساجد، واليتامى الصغار

المغني،

الذي كان يختبىء داخل خزانة ملابسي القديمة،

ويرقد في سلام بجوار أشيائي البسيطة

ذاك المغني،

كيف جعلته يبكي؟!

2

دع عنك أسبابك، وكل ما تراه، وما لم تره

دع عنك لمسات الزينة، كلماتك، حروفك، وحكاياتك القديمة

دع عنك خجلاً جميلاً كان يؤلمك

دع عنك دمك الأسود، وقلبك الأعمى

دع عنك جدارًا واطئًا كنت تعتليه بالأمس القريب

لا تتوارى، وكن هادئاً تماماً

فاليوم لن يلتفت إليك الإله كثيراً،

ولن يقف أمامك مشدوهاً

يتساءل عن صاحبة المسكوت عنه

كيف غرست زهرتها الوحيدة في روح تجهلها

كيف ماتت ثورتها البيضاء

وكيف رحلت في موسم الجفاف !

3

هذا الصباح

 سأشترى لك قلماً رصاصاً ورواية حب،

وسأشتري لي قاموساً جديداً للحياة،

قاموساً أبحث فيه عن:

معنى يشبهك لا يشبه سواك

معنى يحميك من الوقوع في شرك عابرة طريق

خلعوا عنها قلبها وَدَفَنُوهُ _ رغماً عنها _ بجوار حائط قديم

معنى يعفيك من عناء جلد ذات تمارس هنات يغفرها الإله

فقط، لأننا بشرعاديين

معنى يفتح أمامك أبواباً كنت تحسبها بالأمس موصدة

معنى يبقيك زهرة

_ حتى وإن غاب عنها الماء _ 

يظل عطرها حاضراً دوماً !

4

أنا فتاة الاستعراض الجميل

أجيد المشي برشاقة على الحبل المشدود

وأجيد القفز عالياً في الهواء

والدوران حول نفسي مرات عديدة

وأجيد أيضاً

السير على أطراف أصابعي حتى لا يستقيظ طفلي الصغير

وترتيب الزهور وسط طاولة طعام أعدت لعاشقين

لكني لا أجيد فهم هؤلاء الذين يسيرون على الأرض

ملابسهم نظيفة وقلوبهم متسخة !

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم