ملامح ضائعة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

لا أحتاج إلى بناء هولٍ صوري

وأن تحدق فيّ الشمسُ بلا سبب

لأقنع العالمين أن ركوب التيار والسباحة عكسه سواء

بينما أحصي أيام شبابي التي نهشتها الطرق

السريعة، والبطيئة، والملتوية، والمنزوعة المهاد

ماتت الثورة

كنت أتأمل دمها الجاري إلى المصرف بأسى

وبحة الصوت تهز حنجرتي كدمعة مكان الهتاف

وفي ليلة قلت لها: للأسف كان يجب أن تموتي

للأسف لا أملك اعتذاراً

ابن الخطيئة الوسيم؛ ابننا

قتلوه أيضاً

السلاسل ضخمة وقاسية

حتى السطور التي نصطنع عليها البطولة

تذوب منا الآن

ونحن نشرب الخمرة ذاتها

تلك التي كنا نشرب من سنين

قبل أن تموت الثورة

وعندما أردت أن أكون مهرجاً

لأمارس مأساتي بحرفية كما يريد الزمن

رفضتني كل إدارات الإنتاج

والعلة: يائس

بوذي ربما، لست يائساً إلى ذا الحد

حتى الذين يديرون السيرك

أو يسوقون المهرجان

بيروقراطيون

مثلنا

ونحن نتلمظ على مؤخرات كل الذين نعرف

أو ننقد الشأن العام

لذلك أبحث الآن بقسوة عمن سأصبح دائنه

كل الطرق تؤدي إلى العار

والمصرف يفيض دماً

والشمس تحدق

ثم تموت صبراً

أحتفظ بلامبالاتي كمعبود جيد

لا يسبب السرطان

لو جمعنا الشظايا مجدداً

لن نجد الملامح

لن نجد الملامح

 

مقالات من نفس القسم