مقدمة لمسرحية “مجنون الإمبراطورية”

مسرح
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عبدالغني محفوظ

“ماتت جمهورية روما لأن موتها سُمح به. لم يكن موتها حتميا، وكان يمكن تجنبه. على مدار قرن من الزمان، كان الآلاف من الرجال العاديين والرجال الموهوبين والرجال التافهين جميعهم يقوضون طوعا سلطة الجمهورية في تقييد وتوجيه طموحات الفرد، وكانوا يفعلون ذلك لصالح مكاسبهم قصيرة النظر. في كل مرة أساء فيها كاتو استخدام إجراء سياسي، أو قام كلوديوس بتخويف خصم سياسي، أو أخذ مواطن روماني رشوة مقابل صوته، كانت الجمهورية تصاب بجروح. وكانت الجروح تقيح عندما أيد الرومان العاديون أو رفضوا إدانة الرجال الذين قاموا بمثل هذه الأعمال. وجه سولا و ماريوس وقيصر وأغسطس كلهم  ضربات قوية للجمهورية، لكن موتها نتج بنفس القدر عن آلاف الإصابات الصغيرة التي ألحقها بها الرومان الذين لم يعتقدوا أنها يمكن أن تموت حقا. عندما يعتبر المواطنون أن صحة واستمرارية جمهوريتهم أمر مسلم به، تصبح تلك الجمهورية في خطر. كان هذا صحيحا في عام 133 قبل الميلاد أو 82 قبل الميلاد أو 44 قبل الميلاد  مثلما هو صحيح في عام 2018 ميلادية (تاريخ نشر الكتاب). في روما القديمة وفي العالم الحديث، الجمهورية هي شيء يجب الاعتزاز به وحمايته واحترامه. وإذا ما سقطت، فإن مستقبلا غامضا وخطيرا ومدمرا يكمن على الجانب الآخر”.

إدوارد ج. واتس:   الجمهورية الهالكة: كيف وقعت روما في براثن الطغيان.

“ساهم عجز الأباطرة عن السيطرة على الجيش بشكل كبير في الأزمة الاقتصادية للإمبراطورية المتأخرة. اضطر الأباطرة أحيانا إلى فرض ضرائب على الناس بمعدلات مرتفعة للغاية من أجل دفع الرشاوى المتزايدة باستمرار والمطلوبة لتهدئة الجيش وجنرالاته، على الرغم من أن أي مبلغ لم يكن كاف أبدا لوقف الانقلابات المستمرة”.

كارل ريتشارد: لماذا خرجنا كلنا من عباءة الرومان: الاسهام الروماني في العالم الغربي.

“إذا كانت الدولة قد تحولت، على أيدي الأباطرة، إلى تحطيم الدور الذي تضطلع به الطبقات المتميزة والمتعلمة في حياة الإمبراطورية، وإخضاع الشعب لنظام إدارة قاس وأحمق قائم على الإرهاب والإكراه، وخلق أرستقراطية جديدة نشأت من صفوف الجيش، وإذا أنتجت هذه السياسة تدريجيا دولة عبودية مع أقلية حاكمة صغيرة يقودها ملك استبدادي، كان قائدا لجيش من المرتزقة وميليشيا تم حشدها إجباريا، لم يكن الأمر على هذا النحو لأن هذا هو المثل الأعلى للأباطرة، بل لأنها كانت الرغبة الصامتة للجيش”.

ميخائيل روستوفتسيف:    تاريخ الإمبراطورية الرومانية الاجتماعي والاقتصادي.

 

مقدمة

ينسب إلى هيجل قوله “الشيء الوحيد الذي نتعلمه من التاريخ هو أننا لا نتعلم شيئا من التاريخ”. وقد تبدو الجملة عبثية ولكن هذا مالم يكن يقصده هيجل بل كان يعني ان الشعوب والحكومات لا تتعلم من التاريخ. وهذا ما يؤكده قوله في كتاب فلسفة التاريخ: “لكن ما يعلمه لنا التاريخ والخبرة، هو أن الشعوب والحكومات لم تتعلم أبدا أي شيء من التاريخ، أو تصرفت وفقا للمبادئ المستخلصة منه”.

وكثيرا ما قيل إن التاريخ يكرر نفسه بمعنى أن البشر يميلون الى ارتكاب نفس الأخطاء والوقوع في نفس مواقع الزلل التي حدثت في الماضي دون أن يفطنوا إلى أنهم يكررون نفس الأخطاء التي سبق إليها غيرهم او حتى وقعوا هم أنفسهم فيها. والامر لا يقتصر على الشعوب أو الحكومات فحسب بل حتى الأشخاص لا يتعلمون من التاريخ وفي اشياء ربما تبدو بسيطة للغاية ولكنها في الواقع تكون كارثية وخطيرة.

لماذا فيليب العربي

يرتبط المسرح بالحياة ارتباطا وثيقا فهو بمثابة اعادة تنظيم فني لها وتاريخ الشعوب هو معين خصب للكتابة المسرحية حيث يمكن الخروج منه بالدروس التي لاشك ينعكس تأثيرها على الحياة الآنية. وكثيرا ما لجأت الشعوب الى تاريخها لتنهل منه عسى ان تستنهض الهمم وتسلط الضوء على تلك اللحظات المجيدة في تاريخها. والعرب، الذين يعانون من حالة تراجع مزمن على كافة المستويات، بحاجة اكثر من غيرهم، الى تأمل التاريخ، والاستفادة من دروسه والخروج منه بقبس يمكن ان ينير لهم الطريق في الحلكة الحالية التي يعيشونها. صحيح ان فيليب العربي قد يكون عربيا أو غير عربي ولكنه على أي حال خرج من المنطقة العربية ولاشك انه تأثر بثقافتها وبيئتها الاجتماعية. ولم يحظ الرجل باهتمام كبير من المؤرخين العرب وتكاد تنحصر دراسته في الدوائر الأكاديمية التي لا تقدم الكثير عنه ولكنها تدرسه في إطار التاريخ الروماني العام. والتاريخ الروماني، في فترات بعينها، يعد مادة صعبة للدراسة حيث يجد الباحث صعوبة في الخروج منه بشيء قاطع ونهائي. 

خطرت لي فكرة كتابة هذه المسرحية للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات ولكن كلما هممت بالبدء فيها كان حماسي يفتر و أؤجل الأمر. كانت الفكرة واضحة في ذهني ولم يكن ينقصني سوى مراجعة بعض التواريخ ولكن الكسل الذهني كان دائما يحول دون بدء المشروع. وظلت الأمور على هذا النحو لفترة طويلة وبالصدفة منذ حوالي العام أو أكثر قليلا كنت أقرأ مقالة في موقع أمريكي خفيف عن موت الأباطرة الرومان. لم يكن الموقع مشهورا ولا المقالة لها قيمة من الناحية التاريخية ولكنها كانت كافية لتذكيري بالمشروع الذي أوشك أن يطويه النسيان. وقررت أن انفض الكسل وأبدأ بالفعل في اتخاذ خطوة تضمن بقاء الفكرة على قيد الحياة.

وبدأت بالفعل في كتابة المسرحية ولكني توقفت بعد فترة أمام سؤال كبير: ما الذي يعرفه القارئ العربي عن فيليب العربي الشخصية الرئيسة في المسرحية؟. عندما تكتب مسرحية أو رواية عن شخصية مثل عنترة ابن شداد أو صلاح الدين الأيوبي أو رابعة العدوية أو غيرها من الشخصيات المعروفة من المؤكد أن تجد أن القارئ حتى غير المثقف لديه فكرة ولو بسيطة عنها. ولكن فيليب يعد شبه مجهول في التاريخ العربي لا يكاد يظهر سوى في بعض المقالات الخفيفة المكتوبة بالعربية على الإنترنت.

لذا كانت النية تتجه إلى كتابة تعريف بسيط بفيليب العربي كما تصوره المصادر التاريخية. والواقع أن فيليب صورته في كتب التاريخ اليونانية والرومانية القديمة سيئة جدا ويعود ذلك لأسباب عديدة سنوضحها فيما بعد. ويميل المؤرخون المحدثون إلى رفض الكثير من الصور النمطية المتوارثة من تلك الكتب في محاولة لتقديم صورة أفضل عن عصر فيليب. غير أن القارئ لا يستطيع أن يفهم عهد فيليب دون فهم العصر الذي حكم فيه وهي فترة عصيبة في تاريخ الإمبراطورية الرومانية عرفت بأزمة القرن الثالث أو الفوضى العسكرية التي حكم فيها ما عرف بأباطرة الثكنات أو الأباطرة الجنود والتي كانت من أسوأ فترات الإمبراطورية الرومانية حتى أوشكت على الانهيار حيث انقسمت إلى ثلاث إمبراطوريات كما شهدت وقوع أول إمبراطور روماني في أسر الفرس هو الإمبراطور فاليريان (253-260)، والذي تقول بعض المصادر التاريخية إن الملك الفارسي شابور استخدمه للصعود إلى متن فرسه حتى إذا توفى أمر بتحنيطه وتعليقه في بلاطه ليكون دلالة على الاستسلام النهائي للرومان. ولكن المصادر الفارسية تشير إلى أن فاليريان ورفاقه أرسلوا إلى منطقة من بلاد فارس لكي يعملوا في بناء السدود. والواقع أن التضارب في كثير من المصادر حول الكثير من الأحداث لا يجعل الوصول إلى الحقيقة أمرا سهلا. وحادثة النضيرة بنت الضيزن ملك الحضر والتي ترد في تاريخ الطبري تبدو غير معقولة في كل جوانبها ولكن بعض المؤرخين الغربيين يشيرون إليها ويوضحون أنه كانت هناك حامية رومانية في الحضر لمساعدة ملكها على التصدي للفرس. القصة ترد أيضا في بعض المصادر الفارسية. وهناك شعر مكتوب بالعربية عن مصير المدينة القاتم مما يؤكد ان ما حاق بها كان حقيقة. صحيح أن الحضر سقطت في يد شابور في عام 240م، وكان سقوطها إلى جانب مدينتي نصيبين وحران في يد الفرس هي أسباب حملة جورديان الثالث والتي صعد خلالها فيليب إلى عرش الإمبراطورية ولكن الحادثة نفسها أي تسهيل النضيرة بنت الضيزن لشابور اجتياح المدينة وقتل والدها وقبيلتها مقابل الزواج منها والشروط الغريبة التي يتعين المرور بها لفتح أبوابها لا تبدو معقولة بالمرة. وربما كان السبب في هذه الرواية الخيالية أن المدينة صمدت لحصار اثنين من الأباطرة الرومان ليرتدا على عقبيهما هما تراجان 116/117 وسبتيموس سيفيروس 198/199. ويرى المستشرق الألماني ثيودور نولدكه أن القصة مأخوذة من أسطورة يونانية وليست حقيقية. وهناك خلط أيضا بين زنوبيا ملكة تدمر والزباء. والأخيرة هي نَائِلة بنتُ عَمْرو بنُ الظَّرب بنُ حَسَّان بنُ أذينة العِمْليقِي من ملوك الحضر. أما حكام تدمر فلم يكونوا من العرب أصلا بل إن زنوبيا أشارت إلى أنها من نسل كليوباترا. ووقعت زنوبيا في أسر الإمبراطور أوريليان وسيقت إلى روما في عام 272 ميلادية ووجهت انتقادات لاوريليان لأنه عرضها في طرق روما كنوع من التفاخر بانتصاره. ومصير زنوبيا ليس واضحا بعد وصولها إلى روما وتتباين الروايات بشأنها وتقول بعض الروايات إنها قتلت وتقول روايات أخرى إنها تزوجت من عضو في مجلس الشيوخ. أما الزباء فقد انتحرت حتى لا تقع في أسر خصومها على طريقة كليوباترا. وللدكتور سلطان بن محمد القاسمي مقالة هامة على موقعه حول هذا اللبس يوضح فيها أن الشخصيتين مختلفتان، وللدكتور القاسمي ايضا كتاب عن فيليب العربي، وهو كتيب صغير ربما لا يستحق الذكر إلا إنه الكتاب الوحيد الذي يقدم رؤية بانورامية شاملة عن فيليب. ويرى تيم ماكنتوش سميث في كتابه حول العرب أن حكام تدمر لم يكونوا من العرب وأن تحدثوا بالعربية. وكانت التدمرية هي لغة تدمر وهي لهجة من الآرامية كما كانت لغة الحضر هي لهجة خاصة بها من الآرامية.  

أثناء القراءة خطر لي سؤال هام: هل يا ترى تغيرت حياة العرب منذ أيام الرومان؟. عندما سقطت الامبراطورية الرومانية دخلت أوروبا في عصور الظلام ولكن مع بداية عصر النهضة بدأت المدن الايطالية تستلهم نظام الحكم الروماني وتطورت الأمور في أوروبا بعد ذلك بقرون الى الديمقراطيات التي نراها الان. ولكن هل تقدمت حياة العرب العرب السياسية والاجتماعية عما كانت عليه في أيام الرومان؟. لقد لفت نظري تشابهات غريبة في انماط الحياة بين المجتمع الروماني والمجتمعات العربية المعاصرة كما لو كان العرب قد توقفوا عن الحركة منذ نحو الفي عام. بل أن حياة الرومان في الجمهورية التي انتهت قبل الميلاد تبدو أكثر تقدما من حياة العرب الآن، وحتى الامبراطورية لم تخلو من أيام أفضل من حياة العرب في أيامنا هذه. صحيح ان الرومان لم يكن لديهم انترنت ولا اقمار صناعية وقنوات تلفزيونية بالمئات ولكن حياتهم  لم تخلو من سبل الترفيه واللهو والتي كان المسؤولون يحرصون على توفيرها الى جانب الخبز حتى لا يثور ابناء الحضر ضدهم. 

وعلى سبيل المثال، في عهد الامبراطور جالينوس (253-268) وقع شغب كبير في الاسكندرية بسبب احذية العبيد. والحادث كما ورد في التاريخ الأغسطي يروي ان عبدا عير أحد جنود الحاكم الروماني لمصر في ذلك الوقت لوسيوس ماسيوس إيميليانوس (مات عام 260 او 261) بأن حذائه أي حذاء العبد افضل من حذاء الجندي. فما كان من الجندي الا قتله، وهنا ثار الغوغاء وهاجموا  مقر الحاكم في الاسكندرية بجميع الاسلحة. ورغم أن التاريخ الاغسطي يذكر ان إميليانوس اضطر لإعلان نفسه امبراطورا وارتداء الزي الأرجواني بسبب الحادث، الا ان ذلك لا يبدو صحيحا وربما كانت هذه هي الحجة التي قدمها إيميليانوس كذريعة لمحاولة اغتصابه العرش قبل أن يهزم ثم يشنق في السجن على يد أوريليوس ثيودوتس الجنرال الذي أرسله جالينوس لإنهاء المشكلة وشغل موقع إيميليانوس.

والحادث ربما يثير لدينا ذكرى مشروع مكافحة الحفاء في مصر في أربعينيات القرن الماضي، حيث كتب يونان لبيب رزق فى الأهرام فى 9 أغسطس عام 2007  تحت عنوان “مقاومة الحفاء فى مصر”، أن “المصريين قبل 1952 كانوا شعبا من الحفاه.. وأن الفلاح المصرى لم يعرف إرتداء الحذاء، إلا عندما كان يتم تجنيده فى الجيش المصري، حيث أنه لم يكن ممكنا أن يخوض الجيش حروبه بجنود من الحفاة.. وأنه بعد انتهاء تجنيده، كان الجندى يسلم “الجزمة الميرى” باعتبارها عهدة.. ثم يعود حافيا إلى قريته مثلما جاء منها حافيا”.

و لم يكن القانون اليوناني يجرم الإجهاض ولا التخلص من الأطفال، وكانت العديد من الأسر تتخلص من أطفالها بتركهم خارج المنازل حيث كان يتم تربيتهم كعبيد على يد من وجدوهم. وكان قتل الفتيات شائعا حتى في طبقة مجلس الشيوخ، التي زاد عدد الرجال فيها عن عدد النساء في عهد أغسطس. ويمكن أن يباع طفل ولد في اسرة فقيرة لينشأ عبدا لمن اشتراه، ولكن في نظر فقهاء القانون الروماني لا ينبغي أن يضر البيع بوضع الطفل الحقيقي. وهناك كلمة للامبراطور كاراكالا وهو يعنف أما لمحاولتها بيع أطفالها حيث يقول لها “أنت تقرين بأنك فعلت شيئا مخزيا وغير قانوني بطرح أطفالك الذين ولدوا أحرارا للبيع”. وينصحها بالتوجه الى قاض مختص لكي تمضي الإجراءات وفقا للقانون.

خلال العقود الأخيرة انتشر بيع الأطفال ولاسيما في مصر والعراق من قبل ذويهم. وهناك ما يشبه السوق السوداء على مواقع التواصل الاجتماعي لبيع الأطفال والمواليد رغم أن قانون البلدين يحرم ذلك ويجرمه.

ودفعني هذا الى كتابة بعض الموضوعات التي ربما لم يتطرق إليها أحد بالتفصيل في العربية مثل إعانة الحبوب التي تشبه بطاقة التموين أو إعانة البطالة في عهدنا إلى حد كبير. ونظرا لأن المكافآت المالية كانت تلعب دورا كبيرا في حياة الجنود ولاسيما الدوناتيفا (سيرد شرحها فيما بعد) فقد أفردت لها موضوعا نظرا لأهميتها التي جعلتها سببا في عرض عرش الإمبراطورية في مرحلة ما في المزاد كما لو كان سلعة تتاح لمن يدفع أكثر. إضافة إلى موضوع قصير عن الجيش والاقتصاد المدني هناك مقالات عن طريقة تعامل روما مع المظاهرات والاحتجاجات وأحداث الشغب وعنف الغوغاء وكذلك ميزانية الجيش الروماني.

بقي أن أشير إلى السبب في أن الكثير من المصادر لم تذكر، حيث كان يتعين علي أن انتهى من كل شيء قبل بداية رمضان. وأكثر المصادر التي استخدمتها مكتوبة بالإنجليزية، أولا: لأن الكتب اليونانية والرومانية القديمة كلها ترجمت إلى هذه اللغة، وثانيا لسهولة البحث فيها. للأسف لم يترجم إلى العربية الكثير من كتب التاريخ الروماني الهامة فكتاب إدوارد جيبون عن اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها لم يترجم إلى العربية بل ترجمت نسخة عن كتاب مبتسر يعتبر ملخصا لكتاب جيبون الحقيقي. أما الكتاب الرائع الذي عثرت عليه بعد أن أوشكت تقريبا على الانتهاء من كل شيء ولم أتوقع أبدا أن يكون مترجما فهو كتاب ميخائيل روستوفتسيف “تاريخ الإمبراطورية الرومانية الاجتماعي والاقتصادي”، والكتاب متاح مجانا على الانترنت في عدة مواقع. ويشير الكتاب في متنه إلى أن الترجمة انتهت في نوفمبر 1957 ولكن سنة النشر ليست واضحة. وقد استعنت بالنسخة المترجمة في المقدمة اما الاجزاء الواردة في “أباطرة الثكنات” فهي مأخوذة من النسخة الانجليزية. وحرصت على وضع ارقام الصفحات لمن أراد الاستزادة.

قلت إنني في البداية كنت أعتزم كتابة موضوع صغير أقدم فيه سيرة فيليب وهي موجودة على الإنترنت بالإنجليزية في عدة نسخ، ولذلك لم يخطر لي كتابة المصادر. ونحيت الموضوع جانبا لبعض الوقت ولكن لما عدت إليه وجدت أنه لزاما علي أن أورد بعض المصادر الهامة. وكانت العودة للبحث مرة اخرى عملية مضنية. ولذا فإن المصادر المذكورة هنا ليست هي كل المصادر بل بعضا منها وسوف اعود مرة اخرى – ربما في وقت قريب – لاضافة مصادر اخرى وإعداد ببليوجرافيا كاملة لمن أراد الاستزادة. وفي النهاية هذا ليس بحثا أكاديميا في التاريخ الروماني، بل مجرد محاولة لتقديم صورة عن فيليب العربي وعصره وصور بعض الأوضاع في الجمهورية الرومانية والامبراطورية التي تلتها.

 المحتويات

1 – مقدمة

2 – أباطرة الثكنات وأزمة القرن الثالث

3 – فيليب العربي ومسيرته

4 – هل كان فيليب هو أول إمبراطور مسيحي؟

5 – المسرحية: مجنون الإمبراطورية

6 – الجيش في السياسة

7 – الرواتب والتمويل العسكري في الإمبراطورية

8 – الدوناتيفا والفوائد المالية للجنود

9 – كيف كانت روما تتعامل مع أحداث الشغب؟

10 – الانتفاضات الحضرية في العالم الروماني

11 – عنف الغوغاء في روما

12 – إعانة الحبوب أو بطاقة التموين الرومانية

مقالات من نفس القسم