مقاطع من ديوان ” الجسد عالق بمشيئة حبر”

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

علاء خالد

بيوت موهوبة لسيولة النوم على جدرانها،

ونخط عليها ماتخثر من الألم.

وأعضاء أكبر أيقظت أصواتنا على البلل.

 

يتكلم عن حركة الجسد كما يتكلم عن الحب.

الوحيد بين أعراضه، يشتهى الرائحة للعرق الراكد فى

باطن القلب.

امرأة مروية بمياه عميقة؛ أحَبّها.

يقف دائما على مرمى بصرها، وتطيل له الشعرَ، فينفرد

بقضيبه ويشعل ناره الصافية.

 

ويشتهى المرأة من زوائدها، وتضع يمينها عليه، بادئة

من ليل خشن أعلى الرأس إلى قوام نحيل يهبط كالسائل

إلى الأرض.

 

فى اليوم القابل لموته يقول الله: يعود.

وتقول النباتات: رماله قاسية على رائحتى.

تنبت فى صدره بعض الشعيرات، وتفسح مكانا يُنتزع منه

عندما يسقط فى فخاخ اللذة ويمتنع عن الموت.

جسد يمر بالحديقة، يرويها بالحناء والوحدة، وتكرار قذف الطوبة المرابطة أمام حلمه كالشرطى، وتكرار دخول رائحة الخراء إلى فمه، وتعيد له أتوبيس المدرسة وهو يسقط منه هاربا من رائحته.

وتكرار خفض القلب أمام الشجرة الواطئة، ويمر منزها عن الجرح، وتكرار وضع الجيب فى اليد، وإضاءة المفتاح فى الخشب، وذبح العتبة بقدميه.

الإحداثيات : الجهات الأربع للكتابة والنوم.

والأصدقاء يمرون عفوا عن السؤال، واحدا بعد الآخر فى سلسلة نهايتها جسد مطروح بلا غاية.

أفرغ جسدى فى الآخر وأساله : موتى شبيه بموتكَ فلماذا؟

 

القضيب عضو بملامح اسطوانية.

اليد تفتح سراديب فى الجلد.

بمياه باردة توضع نقطة فى آخر المحاولة.

الآباط كالصحراء تهددنى دائما بالعطش، وحاجتى لسواد يصرع تمددها البطىء أمام أنفى.

أنتظر لمسة خطأ أو ثديا يمر من تحتى برائحته النخامية ويأخذ يدى بحنان، أو نافذة تطل منها عينان كلبيتان فى إثرى.

 

أكلَ خبزا جافا كالطبيعة، ونام وهو يفتح عينيه وينظر إلى أعلى، ينتظر ريشة تسقط من الجناحين، ليثقب بها وجهه الضخم كنافورة تصعد برفق.

الشاى الصافى يفتح فى الخلايا أنفاقا للنهار، ويرمى للدماغ برائحة تعيد المرات التى سقط فيها النوم بجانب كوب الشاى أو اصطدم بجبهته الارتوازية.

العزلة فيما يأتى وراء الطفولة.

سديم الحكايات، وفتاة بضفيرتين تسد مؤخرته المجروحة بالموز، ثم تنقلب على بطنه، تباشر عرقه نقطة نقطة بلسانها.

 

القلب ضلفة لقمر ضائع يضىء عزلة ما، ويخشى قلبا آخر أقنى على الحب.

الدين المتحول، أبى، أمى، وكل من أحبونى واشتروا عرقى بحكة استثنائية لوجهى.

معرفة منزهة عن البوح: وجهى.

خيط الطفولة يتقوس، به ينزل الجسد إلى مستودع لآلام جوفية: وعقابا يخرجنى المعلّم، ويضع قلبى أمام الحائط ويلتقط باقى التلاميذ صورهم من مؤخرتى المفضوحة لهم، وسؤالى لماذا أنا؟

وعقابا تريح المعلمة القلم المضلَّع بين أصابعى وتديره كالنافورة، حتى ينهض الدم متثائبا من نوم ثقيل.

وعقابا يستلم مشرف الدرج وجهى ذات صباح عادى، ويرسم عليه أحلامه.

وأتسلق دولاب الأسرة، وأضم إلى وحيدها من فئة الجنيه.

وحبل رفيع أصل به إلى برودة حجرة أمى، وأسيل عليه كالحرير، وهكذا لايعرفنى أبى، ولايخرجنى من الجنة، ولايكره سؤالى: لماذا أنتَ؟

 

             وجدتى تحرق عرائس القش

            وتستجير بالفحم أن يحتفظ بطفولتى لاهية،

             وتمهد بسبابتها صليبا أسود بباطن الذاكرة.

 

يقف بين مادة تتحول إلى أفق، وأفق يطفو فوق لدائن ساخنة.

 

عُلا: الثدى الطيب. تبكى عندما الورد مرهق على شفتيها. شملتنى بصورتها ثلاثة عشر عاما. وعند انسياب الرمل من فمها، تحف بالهواء، لأنها قادرة عليه وعلىَّ.

 

النبوءة تبتعد فى صحراء، وأبدأ رحلتى من سيوة إلى أقصى نقطة ساخنة.

علنى أتجاوز السهم المودع بظلى، أو أقطع ظلى بسكين حادة، وأصلى فى نهار دائم.

أتقيأ أحشائى، أكتم قضيبى، أشرب لبنا من ثور أفنى قرنيه.

يدى ورأسى وقدمى فى ثلج، فقط النار التى أشعل بها بؤرتى ساهرة وعليها تمارين الوحدة.

 

السماء تتحول إلى الأفضل.

الله يحب الكتل الزمنية المعذبة.

وأحب الله قدر مالطخ نباحى بخيل مسوَّمة، وغير مسوَّمة.

 

المعنى يستقيل من عذاب البشر، ويطير مع طفل ينام بالرمز ويدخن الفراش فى حضنه.

راغبا فى الدوران والتماس، وفىخطين ينصفاننى من جهتين عموديتين على شكى.

أرى العالم يتثاءب ويضع فوطة الصباح على كتفيه ويفطر بجسدى.

هناك : تتصارع الإشارات على المعنى الخام.

هنا: الإنسان يفتح كوى فى الهواء، ويراهن على دمه فى     حلبة وثنية. ويستيقظ على الماء يبلل راحتيه.

 

يقف بشعره الخشن، وبقامته السمحاء، وقلبه العبيط، يتأمل قمصان النوم الحريرية.

ينظر إلىَّ ويبكى.

كانت تتقيأ مايفرغه فى مركزها.

تبتعد بسرعة الوصول إليها.

ينقض عليها، ولايطول إلا الشراشف وأطراف النوم.

رأته: إلى الشارع يعوى، أخرج الموسى ثم حلق قامته الصافية.

إلى الفاترينات الزجاجية يهشم عليها رغبته وصورة قديمة تجيد ارتداء قمصان النوم الملونة، وتجيد الاسترخاء عارية فى القيلولة.

ينتظرها!

شذَّب زوائده الجلدية.

أخفى الضحكة بجرحين.

قلت له : أنت نوع من البطالة الجنسية.

قال : نعم.

ومضى يحلق قامته بالزجاج.

***

الطعام تحت الهرم الورقى، وتنام أمى بيضاء من الذنب. والتعب حجة عليها.

كالعيون الأسيوية ؛ ثدى هندسى يسيل بجانبى وأشاركه الطعام.

حلمات مجذومات بالرجل، وأكبر من كتاب الصلاة.

 

 ومن راحتيه يأخذن، البنات، القلبَ إلى فراش   الملكية. ويعلمنه أثداءهن، وشعرهن الخشن، ورائحة حاجتهن، وأفكارهن الموحى بها.

ونهبُّ كلما الكبار على رأس الفراش يمزقون   امتلاك القلب لحنان الجسد الآخر، ويغلقون الفراش نهائيا على فضيحة البول.

 

***

 

ولا أفاجأ بهم، وهم مقلوبون فى الماء.

ولا أفاجأ بالأطفال.

ولابذاكرة البلح.

رئتى أهديها لمريم، وتغسلها من السعال، وتمارسنى كما المسيح.

 

ولا أفاجأ بالدواء فى حلقى

والأسماسيد فى وريدى

وبالمنبه وجانبه الإفطار وجانبه نفسى الغائب.

وصوت المدرس يقتحم وحدتى.

 

وبالدفتر الكبير أسجل فيه توقيعى

وآخر الشهر أستلم ضريبة صمتى.

 

ولا أفاجأ بالليل أو النهار.

ولابتخريب الروح

واستمرار الإناء فى الضيق.

 

ولابياسمين تطرق على نومى حتى أشاركها دور المعلم والتلميذ،

هى المعلم وأنا التلميذ،

دائما مائدة الصفع.

 

العطش دون مقدمات الماء.

 

ولا أفاجأ بالقلب العبيط ينفجر أمام الفاترينات

وقمصان النوم تخرج من حلمه إلى الأبد.

 

ولابالبيت يرتد على عقبيه أمامنا

ولابالأخت تقتل من أخيها بأنوثتها

ولابالحديقة تمر أمام الجسد

ولا بالطفولة تشهد علىَّ

ولا بالليل يقتطع قضيبه من أبى

ولا بالأسماء مدعيّة علينا.

 

ولاأفاجأ بالمرض مريضا بى

ولا بالأعداد غيابا عن الكتلة

ولابالملائكة، بينى.

 

ولاأفاجأ بهرمان هيسه يبرهن على

أو هنرى ميللر يعلمنى الإنسانية الشاملة للرواية

 

ولاأفاجأ بها تقول : لك حلمتاى ساقان من الخشب،

                       ولاتنتظر مايأتى بعد العراء.

 

ولا الخيانة تفصح عن البحر

ولابالبحر بعيدا عن كتابتى

ولاأفاجأ بالله

ولاببارتوك، موتسارت، ألجير، رافيل،

ولاأفاجأ بالصمت،

ورائحة الخل،

والوضوء الساكن

وتفريغ الجسد من كل مايقلقه؛

البيت، الأساور الذهبية  الغائط  البول  الذكرى

الكرسى  المسبحة   الجرائد  عدسة القراءة

الخوف ……

 

ولاأفاجأ بتشقق الروح عند النوم،

وبالهرب إلى الجبال.

ولابهزيمة الصباح على جبهتى.

وبالماء يدخل إلى المجتمع.

 

أن ينهمر جسدك.

” إيلى إيلى لما شَبَقتنى”.

 

الإسكندرية 9 – 7- 1989. 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

منشوارت مصرية، القاهرة 1990

عودة إلى الملف

 

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 35
يتبعهم الغاوون
مرزوق الحلبي

قصيدتان