معزوفةٌ لخواءِ بيوتِ المدينةِ من سكانها

تشكيل
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

يونان سعد

مثلما اهتز الهواءُ من حولي
ولما نضَّت الأرصُ سروالها
ثم ماءت
وأمسكت سكيناً
وكانت الأرضُ أمثولةً على ركي نار

هبت لها ريحٌ
كسهم الفلفلِ
أشعلت أنفي وشدتني من سريري
وقفتُ هناك أطقطقُ على روحي في ظلام البيت
سمعتُ ارتطامَ الشجر
ورفرفةَ العصافير من فوق
كان زلزالاً
وكانت الأرضُ أمثولةً على ركي نار

في أحر شهوتها للحب

في أحر شهوتها للمصارعة

ناح كلبٌ

تفزَّعَ الناسُ

وهرب النادلُ على صوت رنِ الملاعق

ورنَّ الغناءُ الخاوي في ساحة المقهى

معزوفةٌ لخواء بيوت المدينةِ من سكانها

كانوا في الشارع فجأةً
والبيوتُ تتشنجُ من حولِهم
كانوا جمهرةً من جميع السلالم أتوا
يقولون: إنَّا سمعنا ترنيمةَ الزلزالِ
وفضلنا أن نموتَ في الخلاء

حينها

تفسخت مواسيرُ المياه
وفتح السحاب سرواله للأرض
ولما غلى الماء تحت صحن التراب
كانوا جمهرةً يمورون في قِدرٍ يفور
ولما بان ثقبٌ من رداء المدينة الحجري
كان كافياً لفضح عانتها من بعيد
وكانت الأرضُ أمثولةً على ركي نار

عاطفيٌ وكسول

تهادى المهرجُ الشيطانُ للشارع

كان راكباً
وساقاه الطويلتان تحكان في الأرض

مرعبٌ ورهيب

مضحكٌ ورهيب

عظامه أطولُ من سرواله الغجري

سينصبونه في نهايات العوالم تلك
مسيحاً مخادعاً
أو زعيماً للرفاق
…. الرفاق المجانيييين!
هناك ملائكة
وهناك ملائكةٌ ساقطون
وأنا مهرجٌ ساقط
صرفني الله من سيركه الكوني
وكنتُ أمهرَ لاعبٍ في سيركه العظيم

تتهشمُ النوافذُ من حوله

وتموءُ شهوتُه للنهايات العجيبة

وأضحت الأرضُ أُمثولةً على ركي نار

ما الذي يفكرُ فيه!
ما حدودُ خياله الرباني!
إلى أي طولٍ تهدُ عصاه الرفيعةُ بيوت المدينة؟
هذا المهرجُ الإلهي
هل نام طويلاً!
وشدته من أنفه فجأةً
رائحةُ جيف المتحضرين تجوسُ في الشارع
هل أحس بضيقٍ في التنفسِ؟
وظل يخبط على صدره طلباً للهواء؟
صدره أوسعُ من قميصه
وساقاه أطولُ من رغبته في التمشي الوئيد

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 35
يتبعهم الغاوون
مرزوق الحلبي

قصيدتان