يشكو معظم الكتاب المصريين من تعطل مشاريعهم الأدبية بسبب تلاحق الأحداث السياسية، واضطرارهم إلى متابعتها، خاصة وقد أصبحت تمسُّ صميم الحياة، ولكن الروائي محمد علاء الدين لم يحدث معه ذلك، وقال رداً على سؤال “هل عطلت الأحداث السياسية كتابتك؟”: “في الحقيقة لا”.
صاحب “إنجيل آدم” أضاف: “تبدو إجابة مدهشة لي شخصيًا، ولكنني عملت على كتابي الأخير (الصغير والحالي) الذي صدر في العام ٢٠١٢ من دار (ميريت) المصرية، صحيح كانت هناك قصص مكتوبة من قبل الثورة، ولكنني أتممت بعض القصص في صيف ٢٠١١ أيضًا، وفي يونيو ٢٠١٣ أتممت قصتي الطويلة (موسم الهجرة إلى أركيديا)، المنشورة في عدد أكتوبر من مجلة (نزوى) العمانية، وشعرت ساعتها أنها انتصاري الشخصي على الأحداث، وأنني قادر على الكتابة. في يناير ٢٠١٤ أتممت روايتي الأخيرة (كلب بلدي مدرب) وستصدر قريبا جدا عن دار (العين) المصرية. تورطت بكل أعصابي، ومازلت متورطًا، فيما يحدث منذ البداية، لدرجة أن أحد أصدقائي الكتاب داعبني قائلا: لقد أخذتك السياسة منا يا علاء. نعم تورطت لدرجة الإصابة مرتين ومتابعة ما يحدث كبومة والاشتباك معه كتيس، ولكنني حين أنظر لحصيلة الأعوام الثلاثة السابقة لا أظن أن هذا معدل قليل أبدا للكتابة، لقد تخيلت أنني لا أكتب بما يكفي. أود أن أوضح شيئاً لك عن كتابتي: أنا من النوع الأحمق الذي يكتب في دفقة واحدة، ولا يعيد كتابة ما اقترفه من جرائم (إذا ما استثنيت ولعي بمراجعة علامات الترقيم أحيانا). هذا دومًا يعطيك كثيراً من الوقت لتفكر فيما ستكتبه المرة القادمة، أو أن تكون كسولا كالعادة. هي وقاحة ما، لأن ثيلا -وهو كاتب لا أحبه كثيرًا بالمناسبة- أعلن مرة أن كتابة الرواية (لم تكن أسهل لديه مثل الآن) وأجبر على الاعتذار طبعا. في يوم من الأيام سأكون كاتبًآ رصينًا وأبتزك عاطفيًا بكم التعب والمراجعات التي أجريتها على نصي”.
“كلب بلدي مدرب” تعد الرواية الخامسة في مسيرة علاء الدين. تدور الرواية عن شاب قاهري يكتب القصص الإباحية على شبكة الإنترنت لكسب قوته، ويتورط في العديد من المواقف والمشاكل مع صديقة له، على خلفية الحياة اليومية في المدينة العتيقة، والتي تنقلب عبثية في كثير من الأحيان.
هناك أيضاً ما يعمل عليه علاء الدين بخلاف “كلب بلدي مدرب”. يقول: “أفكر في رواية بعنوان (عقدة البهلوان)، وكتبت منها فصلاً واحداً منشوراً في مدونتي في العام ٢٠٠٩، كتبت فيها قليلا حتى الآن ولكني أحسست أنها ما تزال تحتاج لبعض من الوقت. هناك مشروع لرواية أخرى، ولقصة طويلة، ولكنهما لم تتعديا مرحلة التفكير”.
ومن هم أصدقاؤك الذين تحرص على أن يقرؤوا مخطوطاتك أولاً؟ يجيب: “لا يوجد من يقرأ مخطوطاتي قبل النشر، هي منطقة حربية مغلقة غالبا، كسرتها في بعض المرات مع العم بهاء طاهر ومع العم صنع الله إبراهيم، وهي استثناءات تؤكد القاعدة”.
وفيما يتعلق بالأحداث السياسية كيف يرى استمرار التصعيد الإخواني؟ يجيب: “طبيعي في ظل ما يحدث، لقد دخلنتا في دائرة عنف جهنمية، والأمل الوحيد أن يسفر كل هذا العبث عن نتيجة من الأساس: أن تتحول كل جهود المؤمنين بالثورة، حلمهم بوطن حر وديموقراطي إلى واقع عبر طريق صعب وشاق ووعر وأحيانا متناقض، لكنه، وفي النهاية، منتظر وطبيعي”. وما رأي صاحب “الصنم”، و”الصغير والحالي” أخيراً في عودة الدولة البوليسية؟ يقول: “هي لم تختف لكي تعود“.