مبللة بالمنافي

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

صدرت المجموعة الشعرية الأولى للكاتبة الفلسطينية إيناس عبدالله عن دار فضاءات للنشر والتوزيع – الأردن ، في طبعة أنيقة تقع في 160 صفحة من الحجم المتوسط وقد صمم غلافها الفنان نضال جمهور.

وقد استهلته الشاعرة بنص اسمته افتتاح "أول النشيد إلى الخالد محمود درويش"جاء فيه:

 

 

مُفتَتَحُ النشيد

صمت أغنيات

مفتتح الحذر

طعنتان في الرواق

مفتتح العشق لوثة عطر

مفتتح القلب  بكاء مر

مفتتح الرغبة

شغف …………دهري المذاق

مفتتح الرحيل

خطى باردة

 

 مفتتح الوطن

بوابة حجم السماء

مفتتح المنفى

عماء بعماء بعماء

 

مفتتح الفوضى

 

حرية الشعراء!

وإيناس عبدالله من الشاعرات اللواتي ينحتن مفرداتهن بدقة وعناية عالية،  فيتملكهم قلق المبدع الحقيقي الباحث عن فرادة النص لكنه يظل على كرسي القلق حد الهوس  فهي تحاول ان تشكل ملامحها وصوتها لتطير كجنية الذكرى ” في مدينة الريح” فتقول:

أيتها الريح

احمليني كحمامة قتلتها الرسائل

طوحي بما لدي من ذل

دعيني أوقع طرف ثوبك المار في المدينة

كجنية الذكرى

فلا احد يكاتبني غير ظلي المائل!

واحيانا تختزل إيناس الحالة في نص مكثف جدا وبسيط كنص “جدية” فتقول:

أنا

أنا جادة كنوبة قلبية

وأنت………..

كثير الهذر كالحياة!

افتتاح، هنا غزة، في مديح الريح،  هي،  عيد ميلادي،  بقايا جسد… كومة ذكريات، عازف،  أبواب، لقاء أخير، مبللة بالمنافي،  كلما أحببتك أكثر،  تشرين،  غيابك، استجواب، سفر ، الشمس لا تشرق في القدس، خدعتني الأطياف،  يا جسدك،  رسالة لآخر وقت، قاموس العزلة، عن الهباء وما يليه، قاموس العزلة،  وراثة، من دفاتر العشق،  طبيعة، حبك مرارا وتكرارا، اعتقال، قلبي، حكمة، أثر ، لهفة، الحظ.   

مشبعة بالوطن ومبللة بالمنافي عوالم ايناس الشعرية ، مرهفة حد القلق، وحادة حد انشاب اظافرها في غيوم السواد، عوالم يتشابك فيه الإنساني والوطني ليشكلا نصاً قادراً على الولوج إلى ذواتنا، ناهيك عن تلك الجرأة ، جرأة الفضح/فضح تشوهات الأنا / الاخر .

ففي نص اعتقال تقول:

                 سجني في رأسي

الانتظار أحكامي المؤبدة

الحرية خائنة كالحب

تقض مضجعي للأبد

ولا تأتي

وفي نص ” عن الهباء وما يليه تقول:

حين أقترب من ذلك الممشى

تتناثر خطواتي

كمسبحة الزهد

في يد ميتة

 

تظللني الرعونة وتسممني الكبرياء

أبحث عن العينين في التمرد

 

وفي اطياف نجدها تقر بالخديعة اذ تقول:

خدعتني الأطياف

فلا ألوان للعالم

ومن غير الكتب الرمادية

لا تخرج النار.

وتظل رام الله مدينتها والقدس عاصمتها التي لا تشرق القدس الا فيها:

هذا بيتي

لغة الكلمتين

مسمارية

محفورة في القلب بشظية حنين

 

موشومة كزنبقه

عند خاصرة العالم

والشمس لا تشرق في القدس

مقالات من نفس القسم