ما تجهله الأكوان وتعرفه بصيرتي!

ما تجهله الأكوان وتعرفه بصيرتي!
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

غالية خوجة *

أصدم الأزمنة بلحظتي ..

فترتعش أعشاب الغيب،

وتتبلل الأمطار بدمي..

من قال بأن غزة فناء؟

هناك،

على حافة القصيدة،

الكون يفتح أعين الدلالات،

والريج تتآمر على الظلام..

لم ينم صوت البراعم،

ولم تنزح جراح الزيزفون..

من أين تبدأ أشرعة المقابر؟

ومن أين تنتهي رمائم الحضور؟

من أخبر الكلمة أن تكون عشبة؟

العشبة َ،

غيوماً؟

الغيومَ،

ناراً منفطرة ً بي؟

لماذا..،

كلما حدق الموج في الأرض،

صار الزمن صباراً..

الصبارُ،

ترتيلة ً لدم ٍ قديم..

صارت الكواكبُ احتمالات ٍ للقصيدة..

القصيدة ُ ضوء أزليّ للذين يحدسون..

فكم على الأبدية أن تتأنى،

كي تدخل الكلمة؟

وكم عليّ أن أغيب ليدركني حضورك؟

صفرٌ آخر للنقطة..

والدائرة لا تكمل خمرتـَـها..

ومولويّـة ُ القيامة تحزم البرزخ..

ضبابٌ عدميٌّ،

والمد يجزر الشعلة..

اللهب،

أول النبات..

والنسوغ،

رماد الكائنات..

شطحة إثر شطحة،

والصحوة تشقّ النواة وتظهر..

في الصورة الأخيرة،

الهيولى،

تغادر مثواها..

والسكون لا يستقرّ…

أية أغنية دفعت الجبال إلى البحر؟

وأية شاعرة أنا،

أضع السماء في الوهج،

وأترك الآتي راقصاً بيني؟

لن أنساهُ إلا مترادفاً في البراكين..

إلا..،

متناثراً في الغابات..

ستلتقطه الفراشات وتغيب..

أو،

تحمله نملة الوحشة..

أو،

ترميه الكلمة على الكون..

لحظتها،

سترون شعاعاً بنفسجياً..

لا تغمضوا أنزفتكم عنه..،

بل.. دعوا الجراح تطير أكثر..

ماذا،

لو نامت العتمة في صخرة؟

ماذا لو حملت العاصفة الصخرة؟

ماذا لو نفختُ على العاصفة؟

ترتجّ بياضات اللا مكتوب..

ترتجف حمّـى الرؤيا..

وأتوه،

إلى ما لا نهاية في أعماقي..

ليس سواي من يطيّـر أعماقه إلى أعماقه..

فكيف سأتملـّـص من فراغاتي؟

وكيف،

أكتب ما تجهله الأكوان؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعرة سورية

 

 

 

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم