لو أنّ ..

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ندى خالد


لو أن الأرصفة تحملت سيرها
ولو أن الأزقة الصغيرة 
احتضنتها حين اختبأت خائفة من العالم
باحثة عن مأوى 
تبكي فيه دون أذى،
ولو أن الأرض على رحابتها لم تصبح
أكثر ضيقًا من صندوقٍ معتم بارد
ولا يتعدى حجمه بضع سانتيمترات
لو أن اليد التي كان باستطاعتها أن تربت
امتدت ولو بضع ثوانٍ 
لو أن كتفها ظلّ قويًا ولم ينكسر 
ولو أن يديها التي لم تخذل أحدًا
كفت عن أن تخذلها كل ليلة
ربما حينها فقط كانت ستمتلك
قدرا أكبر من المحبة للعالم
ربما حينها فقط كانت ستتحمل 
السير 
والأزقة الفارغة من كل شيء عدا صوت بكاءها
والآلام التي لم تستطع تحملها
والخوف الذي بدا كالسوس ينخر في قلبها
دون رحمة، ولا يتوقف 
ربما حينها كانت العصافير ستبدو أكثر رحمة
ولم يتساقط الخبز بعنفٍ أعلى رأسها فتأكل الطير منه
تاركة جروحًا لوثتها الأتربة
ولا تلتئم
كانت الحناجر ستغني للبيتلز 
والآلات ستعزف موسيقى شوبان الهادئة
وقدميها لن يتوقفا عن الرقص 
ربما حينها فقط كانت ستكمل السير 
وتتحمل.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية 

مقالات من نفس القسم