لوحة العشاء الأخير

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عربي كمال

هكذا تمامًا

أعدت صليباً حديديًا

وصلبتني عليهِ

لم يكن لي حواريون

كانت ـ فقط ـ أمّي تبكى بحرقةٍ

تضع "الطين" على رأسها

وتندب ابنها القتيل

لا حيٌ ولا ميتٌ

دمعة ـ فقط ـ تسقطُ

فتحدث صخبًا

وصقيعاً في الروحِ

يجلد النوافذ

الصليبُ ينزفُ دمى

وحبيبتي تغمس فيهِ ريشتها

لترسم لوحتها الجديدة ..!

رسمت عُشًا ، وطيورًا تزقزقُ

وفراشات ، وقوس قزحٍ ،

وفستانًا مزركشًا باﻟﺪﺍﻧﺘﻴﻼ ،

وساحة رقصٍ ،

ووجه ” كارمن

ومريم العذراء ..!؟

دمى ينزف صليبًا

وحبيبتي تعد ” العشاء الأخير

واضعة في يدها ” قفازًا ” أنيقًا

يدها الناعمةُ كضوءٍ ،

لا تتحمل غسل المواعين ،

والملاعق المتسخة

أحضرت بقدونس ، وفلفل حار ،

وحبات طماطم خضراء ،

لونتها بدمى الطازج

وبسكينٍ حادة جدًا ،

انتزعت قلبي ببطء ،

وقلبته _ بغل _ في ” الطاسةِ ” 

حتى نضج جيدًا

اعدت المائدة بفرحٍ طفولى ،

وبدقةٍ مدهشة ،

وزعت أجزاء قلبى على الضيوفِ

فاستحسنوا مهارتها ،

في صُنع الطعام اللذيذ

فر منى الصليبُ

لكنى مازلتُ مصلوبًا

تعجب ” المحققُ

هل تعرفون المصلوب بلا صليبٍ

فأنكرونى جميعًا

أنكروني ثلاثًا

فصاح الديك ..!؟

عجبًا

كلهم أصبحوا القديس ” بطرس

فمن يا إلهي

سيلعب _ إذن _ دور يهوذا ..!؟

ــــــــــــــــــــــــ

شاعر مصري، صدر له ديوان ” تجليات لوجوه مستحلة ” 2008

مقالات من نفس القسم