ديمة حسون
نادرٌ أَن يسقطَ الحزن
فهو من الضّباب يأتي لا من الرّماد ولا الرّيح،
مِن مُخيلة فَرَسُها الماضي، نامت تحت سرير لسانٍ انطفأ!
يَرفُلُ نحو الّليل أَو نحو الظّل،
يَكشف وُجوهاً قتلها العَبث وعيوناً طاردت الضّوء لِتتأرجح بين الفراغ والسّقوط وماتبقى من أنفاسٍ ترجّلت لتترك عادةَ الكلام!
هكَذا هو، مدارٌ أَبعدُ من عمرٍ معلّق على دفاتر تنتظرُ الخريف،
في كلّ صفحة منها ثمة تناسلٌ لشخوصٍ تهرول حيث يتكدس هلعٌ عكازهُ أعرج.
لستُ أقول
أنّ الفرح يحتضرُ والبشر تأكل حزنها،
وأنّني مسحوقة بالرّعب استلقي لِأنسلَ خيوطاً برتقاليّة فيطمئن قلبي.
بل أقول
أَنّ قصيدتي باردة كَالمياه بلون الغرق*
وأًنّ هناك من يبحثُ عن صفحة أولى تشهدُ كيفَ يتهيأ الكلّ ليصير الكلّ،
أو ليتأرجح بين الجذع والغصن/ جسدهُ رقعةٌ / روحهُ غياب.
هكذا أبدأ،
أعاند نفسي لأنّني أعرف أنّ للحزن مِرآة وَرغبات انقلبتْ.
وأنّ لأيامهِ رائحةً تخرج إلى الهواء
تسيرُ مع الغيوم ..
تلبسُ الرّماد، وَبينها وبين البياضِ ميثاق مَخبوء في حِجْرِ الّليل.
في الفراش؛
تحسب النّجوم / لتنكسر بهدوء / وتهيم فيما تنطوي
تتأمل فيما تبحث،
وحين تهدأُ، تصرخ منتشياً
الأرض حزنٌ والشّيء بالشّيء باطل!
أستسلم كما المعنى أعرفه لا لأَتغيّر بل لأَغرق.
………………..
*شاعرة سورية صدر لها ديوان الدم الهارب من البرتقال، عن دار هن elles للنشر والتوزيع، القاهرة.