لحظات غير نادرة.. حيث أحبّك

لحظات غير نادرة.. حيث أحبّك
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 وئام غداس

هنالك لحظات غير نادرة
تنتابني رغبة أن أقذف حياتي إلى أبعد مكان
حيث لا أحد يوهمني بالتقاطها وإرجاعها سليمة معافاة
أجلس على عتبة الباب وأراقبها عندما تطير في الهواء
بقدرة البدناء الرياضيين على الجري ساعة متواصلة
والأحصنة المسنة على القفز فوق الحواجز بنجاح
أحرك لها رأسي بامتنان: برافو برافو

 

 

أن لا أسمع خبطتها بالأرض ولا بالبحر
ولا أعلم أين وقعت بالتحديد
فهنالك دائما وفي مكان ما قطعة مقفرة حيث يحرقون الجثث
أو الأطراف المبتورة المتعفنة
وأخشى حتى بغير حياة
أن لا أنفكّ أحبّك
..
هنالك لحظات غير نادرة
تلتقي عيني بعيون عاملات النظافة في شارعنا
أرغب بمرارة أن أقاسمهن العناء
وأبحث عما يفهمن به أن ثيابي كذبة ملونة
وعوضا عن صباح الخير أهمّ أن أقول لهن بفخر
أني بائسة مثلهن وأكثر
أمنع نفسي أن لا أفسّر لهن كيف أحبّك
..
بمشقة لا أقولها لحارس البناية
وزوجته بأظافرها فاقعة المانكير
ولا لبائع الحصن الحصين
الذي يفترش الرصيف
الشحاذات والمجانين
امرأة أخرى اخترتها لتكون زوجتك
أبناء عمومتك
أولاد بلدك
وكل النساء اللواتي تركتهنّ من أجلي
خوف أن يسألوني لماذا أحبّك
..
في سيارة الأجرة
ألمس برقة كتف امرأة أمامي
وعندما تلتفت
لا أقول لها عانقيني
لأنّي حزينة
وأحبّك
أطلب منها فقط
وبحنان زائد
أن تمرّر أجرة السائق

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم