كلمة عن «أحمد مراد»..

كلمة عن «أحمد مراد»..
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

 إيهاب الملاح

أتابع منذ فترة اللغط الدائر حول رواية «الفيل الأزرق» لأحمد مراد، وما اتهمه به أحدهم من أنه «سرقها» (هكذا!) من فيلم أجنبى إنتاج 2007. وقرأت ما كتبه مُطلِق الاتهام عن الرواية وصاحبها، والذى صنفه بعض مؤيديه ومتابعيه بأنه «نقد» وليس «تجريحا» أو «سبا وقذفا» فى حق أحمد مراد، ورآه بعض الناقمين على جماهيريته وكتابته بأنها «الفرصة المواتية» لتحطيم وتشويه بل الخلاص من هذه الشعبية والرواج التى أثارت الحفيظة وأطلقت الضغائن وفجرت الأحقاد.. وبمجرد إطلاق الاتهام بحيثياته ولغته وطريقة نشره المريبة (تم إرسال ما يعتبره صاحب «المقال» أو الموضوع محل الاتهام إلى ما يقارب 500 شخص على بريدهم الإلكترونى الخاص، بصورة تبدو مقصودة تماما وغرضها «التجريسي» بادٍ لكل ذى عينين)، حتى ثارت موجة من التشهير بأحمد مراد والإساءة له والطعن فى شخصه بأحط الأساليب وبأقذع الألفاظ، ودخل على الخط كل من فى نفسه شيء من الكاتب الشاب أو نجاحه أو اتساع نطاق جماهيريته بين قطاعات عريضة من الشباب وشرائح مختلفة من القراء.

قرأتُ الرواية، وشاهدتُ «الفيلم» المشار إليه (وهو بالمناسبة فيلم ركيك الصناعة ضعيف الإنتاج هزيل فنيا)، ولى رأى فى أعمال مراد ورواياته، أعلنته غير مرة وبوضوح وبكل تقدير ومحبة وإعزاز لشخص، دون أن أكتب حرفا عن أى عمل له.. ودون أن أنشر أى مقالٍ عن أيٍ من رواياته، ولا أظن أحدا من المتابعين أو المتصلين بدائرة من الداوئر التى التقينا فيها أو تقابلنا بها يمكن أن يشكك أو يتشكك فى هذه المسألة. وبغض النظر عن اتفاقك أو اختلافك حول روايات أحمد مراد، ورأيك فى تقييم أعماله أو تقديرها.

أتساءل: هل ما كتبه صاحب الاتهام المغرض يدخل فى باب «النقد»؟ هل هو تعبير حر عن رأى حر يتناول «نصًا» لا «شخصًا» يعرض فيه وجهة نظر لها حيثياتها ومنطقها أم «عريضة تشهير» و»تحريض» بذيء ولا أخلاقى ولا يحمل من النقد شيئا ولا من التناول المنهجى حبة خردل؟!

 

رحم الله ناقدنا الكبير رجاء النقاش الذى قال («النقد» لا يقتل).. ليس من وظيفة النقد «الاغتيال المعنوي» وإلقاء التهم جزافا؛ لأنه ببساطة قائم على التفكير والحوار الذى ينطلق من مبادئ وأحكام يقبلها العقل. والناقد مهما كانت قوته ومكانته لا يصدر «أحكاما قضائية» واجبة التنفيذ، وليس من مهامه محاسبة الناس والغوص فى ضمائرهم ونياتهم ومحاسبتهم بالظن والشبهة، بل هو يطرح آراء لها حيثياتها المنطقية، محاولا فى النهاية إقناع من يخاطبهم بها، ولهم ومن حقهم أن يقتنعوا أو لا يقتنعوا ومن خلال الوسائل المشروعة المتعارف عليها والمقبولة نشرا وإذاعة.. أما الذى يقتل حقا فهو التعصب والجهل والاستعانة بوسائل لا أخلاقية «تضرب تحت الحزام».

 

مقالات من نفس القسم