كان لي صديق
إقرب من الريش إلى العصفور
أحدثه كأنه أنا
أرتفع عن الأرض حين نضحك سويا
وأقول دائما
“ذاك بالتأكيد هو الكمال
صديق يكمل الروح
فلا وحدة ولا فجوات ولا ملل”
لكنه تركني
قال إني ثرثارة ومملة
أملك روحا خاوية ورأسا فارغا
لن أقول إنني لم أنهر قليلا
لكنني سرعان ما وجدت نفسي كاملة
بلا شروخ و لا كدمات و لا نزيف
فضحكت
كانت لي أم
أحاول جاهدة أن أكون ابنتها البارة
أقتطع من لحمي لأعد لها “ساندويتشا” جديداً وشهياً
أغير وجهي مائة مرة لأعجبها
لكنها تركتني وماتت
قالت: ابنة غبية و قبيحة
لا تتقن الطبخ ولا الحديث ولا الغنج
لا أنكر أنني تيمت
وعرفت العويل والحداد والنقصان
لكنني سريعا ما أدركت أن الحياة تستمر
لم تتوقف الأيام ولا العربة ولا بائع الفول
فضحكت
ونظرت في المرآة طويلا
كتبت اسم حبيبي و صديقي وأمي
يا أغبياء
أنا أجمل من عرفتم علي الإطلاق
وأتميّز عن الجميع بقدرة فريدة
على الاستغناء