كادر ثابت

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رامي عبد الرزاق

 “نفسي أكتب كتابة ، تجيب طوبة في بابة ،  تمسح ريش البلابل ، وتنعنش الغلابة ” لست أدري لماذا رحت أردد هذا السطر الشعري للخال عبد الرحمن وأنا أتجول بين أقسام موقع الكتابة www.alketaba.com

الذي أطلقه الشاعر المصري الشاب محمد أبو زيد .. كان محمد قد أطلعني قبل شهر على عملية الإعداد للموقع ، وكنت أشعر بحماسته الشديدة لإطلاقه ربما كان هذا ما رسخ بداخلي هاجس أن هذا الموقع سوف يصير كائناً حياً على قدر من الجمال الغامض في الفضاء الافتراضي للإنترنت وبعد عدة أيام من النسيان والانشغال أرسل لي أبو زيد لينك الموقع وبينما كنت أجتاز بوابته الرئيسية ، شعرت للوهلة الأولى أن هناك طيفاً ما جميلا ورزينا وهادئاً في هذا المكان “المتخيل”،

وعندما قرأت ما كتبه محمد في تعريفه للموقع ” الكتابة موقع ثقافي مصري يتخذ شعاراً له عبارة ” موقع الكتابة العربية الجديدة ” لا يعني الموقع انحيازه إلى نوع أو شكل معين من الكتابة لكنه ينحاز فقط إلى الجمال في الكتابة، الجمال بجميع صوره ، بجميع تعريفاته ، الجمال رغم مزايدات المزايدين ” شعرت أن حدسي في البداية كان سليماً وأن رصدي لملامح الكائن الجميل كان رؤية عن يقين وليس افتراضاً عن شك أو تمن ، ولأني أحب الشعر كالشعراء وأنا لست بشاعر ، فلقد أحببت جداً عناوين أقسام الموقع التي تشي بشعرية رقيقة ورائقة ” تراب الحكايات ” وهو القسم الخاص بالقصص ” يتبعهم الغاوون ” بالطبع عن الشعر والشعراء ومن تغويهم ملائكته الرائعة و” قص الأثر ” عن الكتابات النقدية و “الخبر اليقين ” عن أخبار الوسط الأدبي إلى جانب قسم مهم جداً في رأيي أعتقد أنه لا يجب أن يخلو منه أي موقع من مواقع الأدب أو الفن أو الكتابة في الفترة القادمة وهو ” تدوين ” حيث شذرات أهل الكون الآخر الذي يسكنون مدوناتهم العديدة وفي حقيقة الأمر لا أريد أن يبدو ما أكتبه عن الموقع سطحياً أو نتاج جولة سريعة صابني فيها الشكل ولم تصبني قوة المضمون ، ولكن المسألة وما فيها أن الاشتباك مع مضمون الموقع وطبيعة المواد المنشورة فيه مسألة لا  أجدلها مجال هنا ، فكل ما أريده هو أن يتفضل القراء الكرام بزيارة الموقع ومراسلته وبما أن  أبو زيد في لحظة طيش شعرية قال لي  “اعتبره موقعك ” فها أنا أدعو كل من يجد لديه نصوصاً في أدراج مكتبه أو في فولدرات منسية بالكمبيوتر الخاص به أن ينفض عنها تراب الوقت ويتشجع ويرسلها إلى الموقع ، ففي تصوري أن محمد لا يقصد بالموقع فقط مجموعة الكتاب والأدباء الشبان أو حتى الكبار الذين أنجزوا بالفعل تجارب منشورة وذات قيمة وتواجد سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، ولكن أن في رأيي   الموقع يجب أن يكون مساحة لعرض نصوص للذوات المبدعة التي شرعت فعلاً في إفراز عصارتها الروحية الثمينة أو التي لا تزال تبحث عن معنى لما تكتبه أو هدف لما تحكيه أو قيمة لما تشعر به ، ويهزها فتحاول صياغته باللغة قصاً وشعراً وتدويناً . أما بالنسبة لقسم صالة السينما التي تركها محمد خالية إلا من مقالين لي وللزميلة لينا بكر، فأنا أتصور أن الصالة لا يجب أن تقتصر على متلق يقرأ نقدا سينمائيا عن فيلم شاهده ، وإنما ما المانع أن تتحول لشاشة حقيقية يعرض فيها أصحاب التجارب الفيلمية سيناريوهاتهم سواء القصيرة أو حتى مشاهد من سيناريوهات طويلة هم بصدد كتابتها ، دعنا يا محمد نصنع مقعداً للمشاهدة الذهنية وشاشة في الفضاء اللانهائي صدقني لقد ذكرني الدفء الذي استشعرته في الموقع بسطر آخر للخال ” راعى لوحده ما يسلم من تخويف الديابة . أتأمل المسافة بين ده .. وبين الكتابة ” .  

ـــــــــــــــ

نشر بجريدة الدستور المصرية  

 

مقالات من نفس القسم