“سقطت جميع الأقنعة
وتناثرت شظايا
فما الذي في المرايا
كم عدد الضحايا
يا أيها المتفرجون على دمي
انزعوا الأقنعة عن وجوهكم
وانظروا جيدًا
كي تروا
أنه دمي
وليس خدعة مسرحية”
سيؤكد مؤلف المسرحية في بداية الرواية أن قصته تدور حول تتدهور الأوضاع العربية، فيطرح في مسرحيته تساؤلات قيِّمة، من نوعية: “يتناقض كل شيء.. كل شيء.. القول مع الفعل. والفكر مع الممارسة… والظلام مع النور. والأمس مع اليوم. وأنا مع أنا. نعم أنا مع أنا سأتناقض أيضًا. وهل نحن خارج السرب؟”. لتقدم الرواية
– في كثير من الأحيان- تنظير للواقع أكثر من افتعال حدث وشخوص، وهو مقبول نظرًا للطريقة الحداثية المكتوب بها العمل.
تضم الرواية فصولاً أخرى تتكلم عن كائنات تقتحم المسرح أثناء العرض، وتدخلات من الجمهور في الحوار المسرحي مع الممثلين، بالإضافة لفصول تحوي نهايات بديلة مقترحة للمسرحية. واعتمت الرواية في أغلبها على المونولوج والديالوج المسرحي، بالإضافة لتوظيف نصوص وأشعار لآخرين، مثل محمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زياد.
بشكل عام لا يمكن تقييم العمل بوصفه رواية قدمت عالمًا كاملاً وواضحًا، بقدر كونها سعت نحو التجريب، وتقديم نص روائي مختلف. يذكر أن هذه الرواية تحاكي تجربة عاشها المؤلف طلال حمَّاد نفسه، الذي أعدها كرواية، بعد أن كتبها كحكاية مسرحيّة – حسب ذكره – ورغم أنها كانت معدة للعرض، مُنِعت من أن تُعرض ليلة العرض، لتعرض بدلاً منها قسرًا مسرحيّة أخرى . وهذه الحيلة التي لجأ لها الكاتب، قدمت لنا نصًا روائيًا مختلفًا مزج بين النفس المسرحي والروائي بمذاق حداثي.
طلال حمَّاد كاتب فلسطيني، ولد في القدس القديمة، بباب الحديد، عام 1951، يقيم بتونس. صدر له ثلاث مجموعات قصصيّة : “شهادات على باب القدس” (1985)، “مطر على النافذة” (1990)، “موت غامض وتفاصيل أخرى” (1993).