هاني إسحق
وقف قيصر والمسيح فى المُجتلد.
تقلد قيصر أسلحة روما وعتادها
وأموال أغنيائها
ونفوذ ساداتها والسناتو
وجبروت فرسانها وجيوشها
وتأييد أغنيائها وغوغائها
وفلسفة اليونان
وحكمة المصريين وعلمهم
ملك البر
وملك البحر
وسمائها.
أما المسيح فأعطاه قيصر…
صليبا ثقيلا
ينوء الظهر بحمله
وجراحات دامية نازفة على ظهره بكرابيج رومانية
ومسامير ثاقبة يديه ورجليه
وطَعنة حربة فى جنبه
وكأسا مُترعا بمرارة بدلاً من ماء
وأكليل شوك بدلاً من خوذة القتال لجسم مُثخن بالجراح
وكان مؤيدو المسيح مجموعة مستضعفة من بُسطاء اليهود…
قل عددهم بفعل كهنة اليهود والسنهدريم
أما باقى اليهود…
فقد أهدوا مسيحهم سيوفا نفسية بسُخرية جازت فى نفسه حتى الموت
فلمن الغلبة؟
فى مُجتلد روما
على أرض روما
وتحت سمائها
وقد قالها المسيح صراحة:
(مملكتى ليست من هذا العالم)
فلمن الغلبة؟
وقد خان وباع المسيح أقرب الناس اليه أحد تلاميذه
فلمن الغلبة؟
وقد جَبُنَ وأنكره كل تلاميذه إلا واحدا كان له صلة برؤساء الكهنة
فلمن الغلبة؟
وقبر المسيح ينتظر… وهو(قبر صَدَقة)
ودام الصراع ……. طويلاً
ليس دقائق أو ساعات …أو سنوات
بل لقرون
حتى أَعلن مرسوم ميلان سنة 313 ثلاثمائة وثلاثة عشر لميلاد المسيح …
(هزيمة قيصر)
وتغير العالم
وجاء رجال الدين بمختلف أهوائهم
وحل عصر الظلام على أوروبا المسيحية برجال الدين…
ثم مارتن لوثر بفكر مختلف …
ثم عصر الفكر والإزدهار لأوروبا …
وفى كتب التاريخ وقف الرجلان …
قيصر والمسيح
وفى وجدان قارئى التاريخ ودارسيه
تدور الأفكار
وفى عقول صانعى الأحداث
تتبلور الخطط والتنفيذ على أرض الواقع
وفى أذهانهم صورة …
صورة … لقيصر والمسيح
من آلاف الصور
ولا يعلم معظم سكان كوكب الأرض العلاقات المتشابكة
وما يتمخض عنها من أحداث.
فلمحة من كتب التاريخ قد تفسر بعض الألغاز الآن
فهل …؟
فهل رأيت …؟
قيصر والمسيح فى المُجتلد.؟