قلبي المتسخ بالحب

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

وداد نبي

لم أحلم بحياةٍ طويلة

يكفيني تسعة ٌ وعشرون عاما ً

بصحبةِ قلبي المُتّسخ كمنظّفٍ للمداخن

قلبي الذي يصلحُ لطلاء المنازل التي اهترأ دهانها

وربّما يصلحُ لحفر مجسّمات الرعب

من ثمرة  القرع  بعيد الهالوين في إيرلندا

وقد يصلحُ لوضعِ  فوارغِ علب البيرة في حاويةٍ بنهاية الشارع

ربّما يصلح للتنزّه بصحبة أنقاض مدينةٍ خارجةٍ من الحرب

أو عاشقٍ يمشي قلبه تحت قدميَّ

قلبي المتمرّغ بوحلِ الشِعر

بوحل الخسارات المصفوفةِ كبيضٍ ملوّن ٍ للزينة

قلبي المُتّسخِ هذا

لا يكفيني لحياةٍ طويلة

ولو أنّني ولدتُ من أمٍّ أمريكيّة

وأبٍ مهاجرٍ من اليونان لكنت تعلّمتُ كيف أنطق ُ

كلمة  “أحبّكَ” بلكنةٍ يونانيّة سليمة

“σ ‘αγαπώ “

ولكان لي قلباً  صالحاً لحياةٍ طويلة

قلباً كزهرة “آس” تتفتّح أيّار كلّ عام

بإحدى حدائق اليونان

لربّما كانت قامتي أطول

ولم احتج لارتداء الكعوب العالية

وحتماً لم تكن لي ذاكرةٌ تخصّ الحرب

ولم أكن بهذا المزاج التعس الذي يرمي

الناس بمنفضةِ سجائرَ حينما يتوقّفُ عن الحُبّ.

****

لم أحلم بحياةٍ طويلة..

يكفيني تسعةٌ وعشرون عاما ً

بصحبة قلبي المتّسخ كسجّادةٍ ممدودةٍ أمام باب جامعٍ ضخم

قلبي المتّسخ

الذي سيتحوّل لترابٍ ستمشي عليه بقدميك

بيومٍ ماطرٍ وتستنشق رائحتي ممتزجةً بالتراب

وتقول.. آهاً طويلة كنهرِ الأمازون

فيما الهواء الذي كان يعبر رئتي

يتجوّل كعازفِ ساكسفون برئات الرجال الغرباء

الذين لم يعرفوا اسم  أمّي

ولم يفهموا لما أحطّم حياتي

كجرّة فخارٍ قديمة

الرجال الغرباء الذين

لا يفهمون كيف تركض الخيول البريّة

بمساحات جسدي الحُرّة

ولا يدركون أبداً

كيف يبقى العشبُ أخضراً  بخريف قلبي المتسّخ هذا

******

لم أحلم بحياةٍ طويلة..

يكفيني تسعةٌ  وعشرون عاماً

بصحبةِ قلبي المتّسخ بالحبّ

قلبي الصالح لوضعه كعشبٍ تحت أقدام 7 مليارات من البشر

دون أن يأبه بأوجاع البشريّة إنّما يمضي مستغرقاً

بالإصغاء لمقطوعة  Carmina Burana”   ”

ويحلم بعالم ٍ سعيد

عالمٍ خالٍ  من البشر.

……………..

*شاعرة كردية سورية  

 

مقالات من نفس القسم