قطار النمل

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

مروة سعيد

النمل يركض فوق لسانى

يحمل على أعناقه حروفاً سقطت دون أن أنطقها

يبنى بها بيوتاً من الأبجدية داخل جوفى

أخاف أن أبتلع لعابى فيموتوا غرقى

أو أن تاكلهم نيران أحماضى الجائعة

لذا يجب أن أبقيها بين أسنانى

يتخللها الهواء من الفينة للأخرى

توسوس لى فى أذنى أنها مازالت هنا

والنمل يتتبع صوتها و عبر خلال نفق أذنى المظلم

يأتينى من الجهتين راسماَ خطوطاً قاتمة مستقيمة

أعلى وسادتى البيضاء

أترك له رأسى كصرصور مستكين

رافعا أرجله فى وجه السماء

.... 

يجب أن أنظف فوضى وليمة البارحة

لقد مضغت كل الكلام وأبقيته فى فمى

أبقيته فى فمى كطفل يكره بلع الطعام

يحوله إلى كتلة صماء ثم يلفظها

أما أنا..

فقد كبرت على لفظ الطعام والكلام

أتركه يتراكم يوما بعد يوم

إلى أن يأتينى النمل منقذا

ليقوم بعملية التنظيف

يزيل الشتائم البذيئة والنكات القبيحة

ويطوى الأشعار جانبا لعلى أستخدمها يوما

تاركا على الطرف بعض الأفكار المعقدة

لأخيف بها من حولى فيصمتوا

…..

النمل يشعرنى بالوخز والخدل

أتحسس لسانى فلا أجده فى موضعه

فمى فارغ وعلى جانبيه صفان من الحقائق

يقفان بأعين خالية من الحدقات

يتململان بأقدام  خشبية مدببة

وأيديهما موشومة بالساعات الرملية

تناسب قطرات العرق على الجبهات ببطء

معلنة عن ميعاد قطار النمل القادم

الذى يغلق أبوابه دائما على أعناقهم

 

مقالات من نفس القسم