قصص

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 4
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حسن البقالي

استراتيجيات

عاشرت امرأتين، لم تلبث كل منهما أن قصدت طبيبا نفسيا للعلاج من اكتئاب حاد

ضمن استراتيجياته العلاجية، نصح الطبيب المرأة الأولى بأن تصاحب حصانا، والثانية بأن تنخرط في ورشة خياطة

لا شك، في أن الحصان – ذاك الكائن الذكي والعاطفي في آن- ساهم بقسط وافر في ترميم البنيان الداخلي المتداعي للمرأة الأولى، واستعادتها لثقتها المفقودة، مثلما ساهمت ورشة الخياطة، كمشغل للإنتاج والتدقيق والتواصل،  في استرجاع المرأة الثانية لصحتها النفسية

لكني، أنا الذي يعاني من سادية مفرطة، موقن جدا من أن الطبيب لن يفتأ أن يستقبل امرأة ثالثة.. ترى هل سينصحها بأن تلعب الكرة، أو تقوم بجولة حول الأرض، أو بكل بساطة، ترفع مسدسا، وتوجهه إلى صدري.

………….

كاتب حاذق

أراد أحدهم أن يقتني مجموعة روايات للإطلاع. ولأنه ليس على صلة وثيقة بالوسط الثقافي، طلب من جاره الكاتب أن يمده بلائحة، فكتب له ورقة بما يلي:

“تريدني أن أوجهك إلى أفضل ما في سوق القراءة.. تقتني الروايات، تقرؤها، وتطلب غيرها، ثم تطمع في الكتابة، وتقصدني ملتمسا رأيي فيما كتبت، فأفعل، وتبدأ في النشر، فتُعرف، ولدى أول حوار معك، ربما سألوك عني، فتجيب بالوقاحة المعهودة لدى الجاحدين، بأنك لا تعرفني تماما.. تماما..

والله لن أمدك بشيء، اذهب إلى الجحيم”

………..

مثلما انبثقت فينوس من الزبد

كنت أتمشى..

في جو يكتنفه ضباب وأبخرة شبيهة بالتي يحدثها صناع السينما، حين انبثقت فجأة..

بدت في البدء محض شكل غائم

ثم صارت امرأة

ثم صارت شرطية بقبعة وزي أسودين

وكانت تجري باتجاهي

تساءلت عما يحدث، ومن تقصد بجريها ذاك.. تلفت حولي أستطلع المحيط:

الجو القطني الندي

والصمت: أنه جوهر الأشياء جميعا، وعلة وجودها.. صمت واسع ممتد مثل بحر بلا شطآن.. ليس هناك وقع لقدمي المرأة التي تجري، ولا جلجلة القيد الحديدي الذي استلته من الحزام، ووضعته في يدي توثقني، وتومئ إلي بأن أتبعها.

تبعتها طيعا راضيا، فالأكيد.. الأكيد أنني اقترفت جرما أستحق عليه العقاب في هذه الحياة أو أخرى سابقة، وأنها هي.. يد العدالة التي تحسن تدبير شؤون الأرض.

 

مقالات من نفس القسم