2- المحارب
كانت تبحث عنه في كتبها القديمة ودفاتر الحب المنسية فوق أرفف العادة ، كان محاربا يضنيه طول السهر ، تقبض على حروفها وتهديها اليه ، ولا تنتظر شيء ، في آخر الليل تنزع قلبها وتلفه بكيس اسود وتبحث عن بحر بعيد ، يتلقفه قاعه ولا يلفظه على شاطئه التي آثرت أن تبتعد عنه حتى لا يرجمها كبير عائلتها في حفرة من بقايا عشقها – الذي لم بكن – وتنتظر اربعين اخرى كى يسافر اليها محاربها عبر زمنها هى . ليس معه سيف كى يذود عنها ويرفعها من حفرة الرجم ، فقط قصائده وامنياته وعجزها ، لما رجمت رثاها بقصيدة واحدة فقط .
3- قرار
قررت منذ زمن ان تعتزل مايسمونه العشق والهوى وتدلف الى جلبابها الاسود ، لما تئن احلامها توأدها ولا تبالى بالنزيف اليومى لمشاعرها ، تنظر فى المرآة وتتأكد ان الشيب يتسلل بوقار وتحدث نفسها : باب القبر مفتوحا دائما ، يتلقف جسدها وتهون ملامحها وتختلط بتراب الارض .
4- هروب
كان يجب عليها ان تجيد الهروب فى تلك اللحظات ، حتى لا ترى انكسارا فى عينى ولدها الوحيد ، يتوارى منها خجلا منكرا عليها نبض قلبها وفرح البنات الصغيرات وتوق الفراشات الملونة للرحيق …قالت لولدها :
ـ سأمكث معك .
حين توالت الأيام عليها وفر العمر من بين يديها وودعها ولدها الوحيد لامرأته التى تأويه كانت تستعد لصبغ شعرها الابيض كى ترى حبيبها الذى لم تره ولا مرة واحدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
* روائية مصرية
خاص الكتابة