قصائد

فتحي مهذب
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

فتحي مهذب

روحك التي بمترين ونصف

-هل حقا ستفرين مع قائد الأوركسترا محملة بسلال الكاكاو؟.
– هل ستحملين السوتيان الأحمر الذي قتل لصوصا كثرا؟.
– قبعتك التي تحدق في المارة النائمين.
– روحك التي بمترين ونصف.
– فستانك الباريسي المتخم بعطور النار.
– اكسسوارات الزينة وبرتقالة سهوك اليومي.
– ضحكتك المغرورقة بالدموع والصلاة.
– صوتك المليء بالفراولة.
– ما مصير الغزالة التي نسيتها في نصك الدادائي الأخير؟.
والثعلب القطبي الذي ألقمته نهديك الحارين؟.
– هل فعلا ستذهبين إلى سمرقند؟
تركبين البحر وتمسحين دموع الغرقى.
تتبعك عائلة مضطهدة من الدلافين
لحماية قاربك من الهذيان.
لتهذيب طبائع الأمواج في العتمة.
– المهم:
– سأطلق رصاصا حيا باتجاه فيلة الوداع الضخمة.
– سأنزع فلذة كبدي وأطعم نسر الجنون.
– سأنزع نظاراتي وأرمي عيني المتورمتين من شباك الطائرة.
– أنسيت كم افترسنا من أرانب الساعات الحلوة.
– في الباص الذي يأكل المتناقضات مثل هزبر في السافانا.
في الحدائق التي تفكر مثل الرواقيين.
في الغابة التي يحكمها فهد النوستالجيا.
– كان قلبك سمكة مذعورة.
– وصدري أكواريوم من الزجاج والقصب.
– هواجسك تمطر باستمرار.
– صمتي يتكلم بفصاحة.
– يخطط لانقلاب معرفي.
– يطاردنا شرطي على ظهر نعامة
فاتحا زخات متتالية على ذكرياتنا المكتنزة بإيقاع السرد القصصي.
– يطاردنا مقاتلو طالبان بزجاج حارق.
– يطاردنا حفارو القبور بتوابيت من البلاستيك.
– مشركو قريش بقذائف الهاون.
– كنا نختفي في باخرة التايتنيك.
في الشتاء
– نذهب إلى الكنيسة على أطراف أصابعنا.
يعمدنا يسوع بخيوط شفيفة من الضوء.
يهدينا سلة من سمك السردين الطازج.
ويظل يستدرجنا بعينيه الزرقاوين إلى سرير بنات نعش.
بينما صلواتنا الهشة تتخبط في البهو.
– هل حقا ستفرين مثل ملكة بعد سقوط العرش؟.
تمضغين قلبي وترمينه للوحوش؟. .
تاركة كما هائلا من الثيران تجتر شراييني في الاصطبل. ؟
– الشتاء قادم يا حبيبتي
مثل مقاتل شركسي.
-المسرحيون ماتوا رميا بالرصاص.
– كلبنا باسط ذراعيه على عتبة النص.
يحرس مخيلتي من اللصوص والقراصنة.
أنا غاضب جدا يا حبيبتي
(سأقطع خصيتي وأرميهما في المرحاض).
– سأقتلع مؤخرة الغرسونة.
– النبيذ له طعم نهديك الساهرين.
-أعلم أنه سيكون شتاء قاسيا جدا.
مليئا بالسعال والسكاكين والبراز.
– سأبكي وحدي
مثل راهب من التيبت في مبغى.
الذين أحبهم ذهبوا إلى النسيان.
– القباطنة يهشمون الغيوم.
والمارة ينبحون بشراسة.
– سأطرد العزلة مثل بغي من حجرة النوم.
– سألاحقك يا حبيبتي
مثل فهد جائع.
– سأقتل قائد الأوركسترا بضربة فأس.
– الطقس غير ملائم بالمرة.
– هولاكو فوق سطح البيت.
– الزنوج يدقون الطبول بالجوار.
وأنا مصمم على حرب الشوارع
– لاسترداد تاجك أيتها الملكة
– خنق قائد الأوركسترا بأظافر مخيالي.
**

بيضة مالك الحزين

* عربة الأموات
إوزة حزينة
يلاحقها المعزون
بسيقان متهدلة
مثل شفتي عجوز.
****
أيها القبار
الحفرة عميقة جدا
وأنا في حاجة ملحة
إلى امرأة غريبة الأطوار
لتقاسمني حياتي الأبدية..
أيام الشتاء القارصة
والذهاب معا إلى السيرك
فتح النار على المهرج
الذي ملأ مخيلتي بأفاعي المامبا.
****
منذ ستين سنة
أنجبت كثيرا من التناقض
كثيرا من المشاهد الحزينة
أنجبت بحيرة من الضحك العابر
فهودا من الشك المنهجي
أفكارا طويلة القامة
انتحرت بسم الشوكران
سناجب من الفوبيا
رهائني كثر في ساحة الحرب
الجنون أول من حمل فأسا لمواجهتي
كنت اليتيم الذي هاجمه حي بن يقظان في السافانا
تنام الوحوش في قفصه الصدري
أرضعتني الغزالة عينها
كان النسر شرفة في الهواء
كنت شقيق المطر الأصغر
أواري متناقضاتي في عش الغراب.
منذ ستين سنة
كان الضباب قائد الأوركسترا.
الحقيقة أرنب بري في فم
الوشق الأحمر.
****
ملعون
هكذا قال الرب
طردوني من الكنيسة
لأني بعت تمثال المسيح إلى صيرفي
وصليبه الملطخ بالدم
لشاعر فقير.
لأني قلت : الله ليس في السماء.
والسماء خزانة مليئة بالكواكب.
ملعون أنا.
****
الموسيقى أنقذتني من الهاوية.
أنقذتني من الوحش الذي هاجمني
في المعتقل.
كلما عشي بصري
تسلحت بعيون الموسيقى
ها أنا أركض وراء فراشة الحقيقة
لا تذريني أيتها الموسيقى
وحيدا في خراب المعنى.
****
أنت سماء زرقاء يحملوها البوذيون
إلى المعبد
ليعضها بوذا من كتفها الأيسر
ويكتفي بوجبته من لحمها اللذيذ.
ثم يعيدها إلى معتقل اللامعنى.
****
أطعم الخفافيش وأعتني بفراغي العائلي.
أيها الكهف أنا حارسك الضرير
وصداقتي مع الأشباح جيدة
أيتها المياه
يا نوارس المخيلة
الأرواح التي تختبىء في العتمة
أيها الكهف
يا حقيقتي الأبدية.
****
الأذى
خنزير في مزرعة الكينونة
غير أن كرومي عالية
حراسي كثر
مصابيحي لا تعد.
****
الشهوة فخ
قال الخزاف: وهو يقلب الجرة يمينا وشمالا.
****
ما أقسى لكمتك أيها الدب
كم أنت هش وضعيف
مثل سمكة سلمون
تزرب من فوهة النهر المتجمد.
****
اليد مكيدة
والصوت شبكة.
****
سأعتدي عليك بالضرب المبرح
أيها الحزن العربي.
****
يا بيضة مالك الحزين
سيهشمك ثعلب التفكير
يوما ما.
**

الشبح الذي يمطر في الباص.

أنا لم أعد مرئيا.
لم أعد ابنا بارا لقانون الجاذبية.
ولا صديقا جيدا لرواد الحانة.
ولا منادى عليه في الحدائق المدهشة.
لم أعد شيئا من الأشياء في الملكوت.
كلما أراك تضحكين في الباص
أو تسحبين مترين من النعاس الخالص من حديقة رأسك.
أناديك مثل غيمة تحتضر على حافة كتفيك.
وحين لا تسمعين إيقاع المطر في كلماتي.
أبكي طويلا.
أحدق في تفاصيل وجهك
أقول: قد تسمعني عيناك المجنحتان.
قد تبصرني مخيلتك المليئة بعيون الفلاسفة.
قد يصرخ قلبك بيقين غاليلي
ها هو في اللامكان.
تهبطين من الباص
مثل صلاة من شباك كنيسة.
أتبعك
يمطرني كعب حذائك بالموسيقى.
تجذبني عطورك الباريسية.
قبعتك المطرزة بالفضة والدموع.
ظلك الذي يدخل في نقصان فادح.
العربات تمر محملة برائحة الأرض.
رائحة الأسلاف النائمين في كتاب العناصر.
الدراجون يعبرون جسر النوستالجيا.
أمي تطل من الشرفة الضيقة
تنادي باسمي الذي إختفى من العالم على حين غرة.
تمر الذئاب التي ربيتها شتاء السنة الفائتة في مرتفعات نصوصي.
أحاذيك أطلق طوفانا من الكلمات
وحين لا تبالين بزجاج صوتي المتكسر .
أبكي طويلا
على قارعة اللاشيء.
ولما تصلين إلى بيتك الذي حججت إليه مرارا.
تدخلين بعذوبة فراشات الحقول.
حينئذ أدرك تماما أني ميت منذ شهر ونيف.
صدمني قطار محمل بالأسرى
في مكان خطير للغاية.
ولكن لم أزل أتعقبك مثل صحن طائر.
***

فصوص
إلى روح ناجية التليلي
إلى أمي الحبيبة

** الرعد
بصوت أجش
ينادي البستاني.
***
صندوق البريد
مليء بالعدم
يا لحظي العاثر!.
***
بورتريه
العجوز وظلها
يملآن صحن العين.
***
بابا نويل
أرجوك لا تزرنا
الوطن مشنوق في الأسفل.
***
على رصيف مهجور
ترقد دامعة العينين
ورقة صفراء.
***
سريرك جاهز
من حقك أن تستريحي قليلا
أيتها الغيمة.
***
لمن تعزفين
في هذا الجو القارص
أيتها الذبابة الطنانة؟.
***
مناصفة
يتقاسمان الغنيمة
الليل والنهار.
****
طويلا أمام المدفأة
كما لو أنها يائسة من العالم
قطتي الأرملة.
***
قصيد هايكو
معلقة في السماء
قوس قزح.
***
مقلوبة على ظهرها
في انتظار ضربة حظ
سلحفاة.
***
ورقة صفراء
تحاول الصعود إلى الشجرة
لا تتأخري يا ريح.
***
يا للشجرة
النعش مليء
برائحة الغابة.
***
الأرض تدور
ستسقط أخيرا
أمام بيت الموريسكي.
***
السماء مغمى عليها
الغيمات ممرضات يتدافعن
إلى حجرتها.
***
داخل السجن
قمر متهم بالتجسس
على أسرار اللصوص.
***
مثل شطائر البيتزا
الواحد تلو الآخر
على مائدة الأرض.
***
ورقة تسقط
على بندقية المحارب
فراشة مذعورة.
**
إوزة الجارة
تنادي سربا من اللقالق
المهاجرة.
***
على ظهر الأحدب
يكشف القمر
صخرة مكورة
***
بخشوع تام
يردد الكناري
ترانيم الكاهنة.
***
وجهك
قناع لوجه
غير مرئي.
***
قريبا ميلاد المسيح
يا للخسارة دوري متجمد
على عمود التليغراف.
***
تحت سقف المطر
الريح تداعب
ضفدعا نافقا.
***
جنازة
القس والمطر
يقدمان التعازي.
***

يلتهم الفراغ
مثل أخطبوط جائع
المتسول.
***
زفاف جماعي
أوركسترا (بوم الدوق الكبير )
في الغابة.
***
سمكة نافقة
تتدفق الأمواج سريعا
لصلاة الجنازة.
***
عاصفة
لمبة عمود الإنارة
تتدلى مثل نهد.
***
ضوء القمر
أعلى الشجرة غصن مكسور
ذيل القرد.
***
ضوء القمر
يضفي على كلبي السلوقي
ميسم ذئب.
***
القمر كما هو
بينما المدينة
في محاق تام.
***
كلب ينبح
ليس ثمة لص
قمر يدنو من البيت.
***
داخل السجن
بطلاقة تغني
عصافير الدوري.
***

بعد الخروج من السجن
يعثر على جثة الحرية
في جيبه.
***
دموع تجربتي القاسية
قطرات المطر.
***
لا أزهار –
العدم يملأ
روح المزهرية.
***
في الحجر الصحي
عنكبوت
وراء الخزانة.
***
الذي سقط مغشيا عليه
ليس عصفورا
بل ورقة.
***
هذا الخريف
تختفي جارتي المسنة
وراء السحاب.
***
يا للعاصفة!
الأوراق تتدافع
وراء جنازة البستاني.
***
بين أصابع العجوز
تلفظ أنفاسها
زهرة الياسمين.
***
صرير مفاصل الأشجار
رفقا أيتها العاصفة
بعظام الأسلاف.
***
شذاك النادر
يكفي ليراك الأعمى
يا زهرة الياسمين.
***
منتصف الليل
قمر شاحب الوجه
يطرق باب الصيدلية.
***
عيدن القصب
بدلا من كل الأغصان المقطوعة
ينتحب الناي.
***
على شجرة اللوز
يترك الشتاء معطفه
وديعة للسنة المقبلة.
***
مثلنا
حين تظل موصدة طويلا
تموت الأبواب.
***
وراء الغيوم
تختفي الشمس هاربة
من وباء كورونا.
***
رفقا يا مطر
مثقلة بأحجار كريمة
أغصان الزيتون.
***
على كم قميصه
فراشة تحتضر
الأرمل.
***

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 35
يتبعهم الغاوون
مرزوق الحلبي

قصيدتان