وهذا ما يُعَبِّرُ عنه الروائي السوداني الطيب صالح على لسان بطله بقوله: “البواخر مَخَرَتْ عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز،وسكك الحديد أُنشئت أصلاً لنقل الجنود. وقد انشأوا المدارس ليعلمونا كيف نقول ‘نعم’ بلغتهم، إنهم جلبوا إلينا جرثومة العنف الأوربي الأكبر الذي لم يشهد العالم مثيله من قبل في السوم و في فردان، جرثومة مرض فتّاك أصابهم منذ اكثر من ألف عام. نعم يا سادتي، إنني جئتكم غازيًا في عقر داركم. قطرة من السم الذي حقنتم به شرايين التاريخ. أنا لست عطيلاً . عطيل كان أكذوبة”. وهذا أيضًا ما تحدث عنه الروائي النيجيري تشينوا أتشيبي قائلًا عن الإنجليز الذين فرضوا الحديث بين الطلبة باللغة الإنجليزية في المدرسة وأُمروهم بـ “أن يهجروا لغاتهم الأم على أن يتواصلوا بلغة المستعمر”.
ينتمي الطيب صالح (1929-2009) صاحب رواية موسم الهجرة إلى الشمال (1966) وتشينوا أتشيبي (1930-2013) صاحب رواية أشياءٌ تتداعى Things Fall Apart(1958) إلى القارة السوداء، لا يفصل بين بلديهما سوى بلدٍ واحد، ولا يفصل بين ميلادهما سوى عامٍ واحد، ويشغلهما –في هاتين الروايتين– همٌّ واحد، وهو أثر الاستعمار –الإنجليزي – على الإنسان في بلديهما، الذي استمر في السودان في الفترة من 1896 إلى 1956، وفي نيجيريا من 1861 إلى 1960. ولهذا فأنت هنا لا تستطيع الاستمتاع برفاهية تطبيق نظرية موت المؤلف على الروايتين، ولا تملك عزلهما والتنقيب في خبايا النص وحسب. لا تملك نزعهما من سياقهما التاريخي، ومن الظروف الحياتية لكلٍّ من الكاتبيْن. فقد وُلِد كلاهما وترعرع في ظل الاستعمار، وتعلَّم أتشيبي في مدارس إنجليزية في نيجيريا، وعمل في الإذاعة، ثم سافر إلى لندن ليعمل في هيئة الإذاعة البريطانية التي عمل الطيب صالح بالقسم العربي بها. وكتب كلاهما روايته إمَّا في أجواءٍ حديثة عهدٍ بالاستقلال كما في حالة السودان، أو على مشارفه كما في حالة نيجريا. وبينما عاد أتشيبي إلى نيجيريا بعد انتهاء عمله، ظل الطيب صالح في لندن حتى توفي ثم دُفِن في السودان.
وفي حين يكتب صالح روايته بلغةٍ عربيةٍ سَلِسَة تجعلك تنهب صفحاتها نهبًا، يكتب أتشيبي روايته بإنجليزيةٍ تتخللها أسماء الأشخاص والأشياء والأماكن والآلهة بلغةٍ نيجيرية محلية، ولذلك فهي أسماء غريبة الوقع على الأذن وصعبة القراءة ناهيك عن التذكر. ولكنك قد تجد ذلك أمرًا يمكن التغاضي عنه في مقابل كمٍّ ممتعٍ من الخرافات والأساطير التي تؤمن بها قبيلةٌ نيجيريةٌ في ذلك الوقت، ومنها ما قد يدفعك للابتسام –مثل سبب طنين الناموس عند أذن النائم– وقد وضع المترجم سمير عزت نصار مشكورًا في نهاية الرواية مسردًا لمعانى تلك الأسماء، يوفر الرجوعُ إليه الكثيرَ من التعجب والضجر الذي قد تشعر به في الصفحات الأولى من الرواية، بسبب جفاف الحكي في البدايات وندرة الأحداث وغرابة العادات، مما قد يدفعك إلى الانصراف عنها، وهي لا تستحق ذلك بالتأكيد. (في النسخة الصادرة عن دار الأهلية للنشر والتوزيع بالأردن).
لديك هنا بطلان، تميز كلٌّ منهما بعددٍ من نقاط القوة: مصطفى سعيد بعقله الجبار الذي كفل له التفوق والتميز وأهَّله لبلوغ مكانةٍ عاليةٍ في مهجره، وأوكونكوو بقوته البدنية العظيمة التي جعلت منه مصارعًا قويًّا وسيدًا محترمًا في قومه، بالإضافة إلى اجتهادهما المستمر لتحقيق الهدف الذي رسمه كلٌّ منهما لحياته. وكان أوكونكوو واضحًا في سعيه وسائرًا على خطى جماعته ومتقيدًا بتقاليدها، بينما لم يكترث مصطفى سعيد بكل تلك الأمور وخالف كل المعايير وحطم كل التقاليد بما فيها تقاليد مجتمع الهجرة نفسه. وقد ارتحل كل منهما ثم ارتد إلى موطنه، غير أن الرحيل كان اختياريًّا في حالة مصطفى سعيد وإجباريًّا في حالة أوكونكوو، ولم يتحقق لكليهما شيءٌ من راحة النفس إلا بالعودة.
ورغم نظرة الشماليين إلى مصطفى سعيد، بطل موسم الهجرة إلى الشمال، على أنه ذلك العربي القادم من الشرق، تُخَيِّمُ على الرواية شخصية الجنوبي صاحب الدم الحار واللون الداكن، القادم من خط الاستواء بشمسه الحارقة وأشجاره الضخمة، يرى فيه بعض هؤلاء المبهورين الشاحبين الباردين ما يفتقرون إليه. وعلى عكس ما قد نتخيل، لم يسئ أحد هؤلاء المستعمرين إلى مصطفى سعيد، على العكس، وفر له مدير المدرسة الابتدائية كل ما يلزم ليذهب في بعثته إلى القاهرة لاستكمال دراسته، وتبناه هناك زوجان إنجليزيان بكل الحب والرعاية، كما لم تذكر الرواية شيئًا عن صعوباتٍ قابلته في إنجلترا، بل كان محط أنظار الجميع باختلافه وتفوقه ونبوغه وعقله الجبار. وحتى حين خانه الحظ أخيرًا خضع لمحاكمة عادلة أنصفه فيها غريمه وشهد لصالحه. وتجد في الرواية بعض وجهات النظر لتفسير ذلك، فأغلب من أُعجبوا بمصطفى سعيد فتياتٌ بهرهن سحر الشرق وحكايا ألف ليلة وليلة، بينما أُعجب الرجال الجادون في العمل والأكاديميون بنبوغه وقدراته العقلية، واحتضنه بقيةُ المثقفين في مجالسهم لينفوا عن أنفسهم تهمة العنصرية أو إقصاء الآخر.
أما أوكونكوو، بطل أشياءٌ تتداعى، فهو رجلٌ قويٌّ جادٌّ ومجتهد، يسعى للتسيد في قومه والحصول على الألقاب التي تكفل له الاحترام بينهم، عن طريق إثبات قوته بوصفه مصارعًا صلبًا ومحاربًا شجاعًا، وزراعة أرضه وحصاد محصوله وإكثار ثروته (المال والبنون). وتصف لك الرواية مجرى حياته من خلال التزامه الصارم بتقاليد قريته، وإيمانه الراسخ بمعتقداتها المخلصة لديانةٍ تتمثل في تقديس أرواح الآباء والأجداد، وتقديم القرابين لآلهة متعددة، خاصةٍ وعامة. ومن تلك المعتقدات أسبوع السلام الذي يمتنع فيه أي شخص عن أذية الآخرين ولو بكلمة سوء، وإلا غضبت ربة الأرض ومنعتهم الحصاد، والشجرة التي تعيش فيها أرواح الأطفال بانتظار أن يولدوا وتأتي إليها النساء الشابات الراغبات في الأطفال ليجلسن في ظلها، وغابة الشر التي يمنحها الأهالي للمبشِّرين معتقدين أن الأرواح الشريرة التي تسكنها ستقضي عليهم. ورغم رسوخ تلك المعتقدات، كان للدين الجديد الذي أتى به هؤلاء المبشرون مع المستعمرين أثرٌ كبير في قلب عالم أوكونكوو رأسًا على عقب.
وكانت الصلابة عاملاً مشتركًا بين مصطفى سعيد وأوكونكوو، فمثلاً يقول الأول عن نفسه : “إلا أنني منذ صغري، كنت أحس بأنني … أنني مختلف. أقصد أنني لست كبقية الأطفال في سني،لا أتأثر بشيء، لا أبكي إذا ضُرِبت، لا أفرح إذا أثنى عليّ المدرس في الفصل، لا أتألم لما يتألم له الباقون. كنت مثل شيء مكور من المطاط، تلقيه في الماء فلا يبتل، ترميه على الأرض فيقفز”. أما أوكونكوو فكان دائمًا جامد الملامح متجهمًا لا يلين ولا يتأثر لشيء حتى ولو لموت عزيز، ما دام لديه عملٌ يشغله، اللهم إلا في حالاتٍ نادرةٍ جدًّا وفي أقل الحدود مثل مرض ابنته المقربة إلى قلبه.
ويُشعرنا البطلان منذ البداية بأزمة العلاقة مع الأب، سواء كان غائبًا أم حاضرًا؛ فلم يعرف مصطفى سعيد أباه الذي مات وتركه صغيرًا مع قدرٍ كافٍ من المال، ولكن حتى حينما يوهب له أب آخر ليس من دمه ولا حتى من أبناء جلدته يتخذه ولدًا ولا يبخل عليه بعاطفة ولا برعاية، تحول مشاعره المتحجرة بينه وبين التنعم بهذا الحب مع إقراره به. أما أوكونكوو فقد كان يشعر بالعار بسبب أبيه الذي كان رجلاً ضعيفًا كسولاً لم ينجز في حياته ثروةً ولا ألقابًا تكفل له الاحترام، وكان مسكونًا طوال حياته بهاجس أن يتشابه معه ولو تشابهًا ضئيلاً، وأكثر ما كان يخشاه أن يكون ابنه مثل جده، فكان يقسو عليه دائمًا ليجعل منه رجلاً محترمًا بين قومه. ولكن أزمته تتعاظم بعد أن يوهب له صبي يتخذه ولدًا، ويرى فيه كل ما كان يتمناه في ابنه، ثم يضطر بسبب خوفه على مكانته وسمعته بين جماعته إلى الانصياع لأمرها والتخلي عنه مما يتسبب له في أزمةٍ نفسيةٍ لبعض الوقت.
وهنا قد نرى أزمة إيمان، إيمان الأب بابنه والابن بأبيه. وهي أزمةٌ خافتةٌ في رواية “الهجرة” تلوح بشكلٍ سلبي في بدايتها بسبب الفقد؛ فسعيد تقريبًا لم يعرف أباه، وتسبَّب الحاجز النفسي الذي بناه انتصار عقله على قلبه ورغباته على مشاعره في عدم إحساسه بالأب الإنجليزي الذي تولى رعايته أثناء فترة دراسته في القاهرة. وتنصلح الأمور قليلاً عندما يتدارك الأمر مع أبنائه ليكون لهم نعم الأب، ولكن تغلبه أشباحه في النهاية. ولكننا نرى هذه الأزمة بوضوح في رواية “الأشياء”، وذلك في علاقة أوكونكوو بأبيه وعلاقته بابنه. ويحضرني هنا رأيٌ يعتقد أن الأزمة بين النبي إبراهيم عليه السلام وأبيه كانت أزمة إيمان بشكلٍ أكثر خصوصية. فقد حزن إبراهيم لأن أباه لم يؤمن بما جاء به، لم يؤمن بنبوة ابنه. وهي أزمة نراها بصورتها العكسية مع النبي نوح عليه السلام وابنه الذي لم يؤمن بنبوة أبيه. وقد عانى أوكونكوو من تلك الأزمة باتجاهيها، فبوصفه ابنًا لم يؤمن بأبيه، وبوصفه أبًا لم يؤمن بابنه.
وحينما آن أوان الرحيل، اختلف رد فعل البطلين؛ فقد كانت المغادرة سهلةً بل مرغوبةً بالنسبة لمصطفى سعيد: “جمعتُ متاعي في حقيبة صغيرة، وركبتُ القطار. لم يلوِّح لي أحد بيده ولم تنهمر دموعي لفراق أحد. و ضرب القطار في الصحراء، ففكرتُ قليلاً في البلد الذي خلفتُه ورائي، فكان مثل جبلٍ ضربتُ خيمتي عنده، و في الصباح قلعتُ الأوتاد وأسرجتُ بعيري، وواصلتُ رحلتي . وفكرتُ في القاهرة و نحن في وادي حلفا، فتخيلها عقلي جبلاً آخر، أكبر حجمًا، سأبيتُ عنده ليلة أو ليلتين، ثم أواصل الرحلة إلى غاية أخرى.”أما انتقال أوكونكوو من قريته فكان تحت ظرفٍ قاهرٍ من أصعب ما وقع في حياته من أحداث، وقد شق عليه احتمال سنين الشتات الطويلة التي أثَّرَتْ على وضعه ومكانته حينما عاد إلى قريته، بالإضافة إلى عجزه عن التعامل مع المجريات الجديدة للأمور والأوضاع التي تغيرت كثيرًا في غيابه.
وسَحَرَ مصطفى سعيد نساء الشمال بلونه وبخوره وحكاياته وأصوله الجنوبية/الشرقية/العربية: “كانت عكسي تَحِنُّ إلى مناخاتٍ استوائية، و شموسٍ قاسية، وآفاقٍ أرجوانية . كنت في عينيها رمزًا لكل هذا الحنين. وأنا من جنوب يحن إلى الشمال و الصقيع”. وهو ذات الشمال الذي جاء بنفسه إلى عتبات كوخ أوكونكوو بديانةٍ جديدة وحُكَّامٍ جدد وقوانين جديدة ليفرضها عليه، مُزِيحًا إرثًا طويلاً من المعتقدات والمقدسات والعادات الراسخة في أرضه ووجدانه.
أما العلاقة بالمرأة، فقد كان لها شكلٌ صاخب في حياة سعيد، فتعددت عشيقاته اللاتي اتخذ من أجسادهن ميدانًا ليحقق فيه الانتصار على غزاة أرضه. بينما كانت تلك العلاقة منتظمةً وهادئةً في حياة أوكونكوو الذي كان اتخاذ عددٍ ملائمٍ من الزوجات –وصل إلى ثلاثة وكان يرغب في أن يرتفع إلى خمسة– علامةً مهمة على ارتفاع مكانته الاجتماعية وتيسر أحواله المادية. ولم يلعب الحب دورًا في اختيار الزوجات إلا مرة واحدة، وحتى هذه لم يشفع لها هذا الحب، وعاشت معه حسب ما تقتضي التقاليد الصارمة للمجتمع الزراعي القائم على انتظار الأمطار وقطع أشجار الغابات البرية البكر لتمهيد الأرض للزراعة والحصول على الطعام، الذي كان يجري الاهتمام دائمًا بمواعيد وجباته وتنوع أصنافه، والذي تتجلى أهميته في أحسن صورها في المناسبات والأعياد وتقديم القرابين في مجتمعٍ يرتبط أفراده بعلاقاتٍ مقربة، ويلتزمون بأداء طقوسه الدينية.
وساقت الأمور كلاًّ منهما للوقوف في قفص الاتهام. وتمت تبرئة مصطفى سعيد المذنب على أثر محاكمة كانت قد استوفت كامل أركانها لتحقيق العدل في الشمال. أما المحاكمة في الجنوب فقد كانت في قمة التعسف والإجحاف، فتم تجريم أوكونكوو الذي كان بريئًا، حتى تلك اللحظة.
وقد يبدو لنا أن مصطفى سعيد ينتقم من استعمارٍ لم يعاني ويلاته بالفعل، فقد رحل صغيرًا. ولكنه وعاه أثناء كبره وفترة دراسته، فذهب إلى ذلك الاستعمار في عقر داره لينتصر عليه بطريقته الخاصة. بينما قاوم أوكونكوو المستعمِر في قريته الصغيرة، بطريقته الوحيدة التي يفهمها، للحفاظ على العالم الوحيد الذي يعرفه. ويناجي مصطفى سعيد نفسه ردًّا على كلمات إحدى نسائه الإنجليزيات حينما نصحته بالتحلي بالشجاعة والتفاؤل: “الشجاعة و التفاؤل. ولكن إلى أن يرث المستضعفون الأرض، وتُسرّح الجيوش، ويرعى الحمل آمنًا بجوار الذئب، ويلعب الصبي كرة الماء مع التمساح في النهر، إلى أن يأتي زمان السعادة والحب هذا، سأظل أنا أعبّر عن نفسي بهذه الطريقة الملتوية. و حين أصل لاهثًا إلى قمة الجبل، و أغرس البيرق، ثم ألتقط أنفاسي و استجم – تلك يا سيدتي نشوة أعظم عندي من الحب، و من السعادة . و لهذا، فأنا لا أنوي بكِ شرًّا، إلا بقدر ما يكون البحر شريرًا، حين تتحطم السفن على صخوره، و بقدر ما تكون الصاعقة شريرة حين تشق الشجرة نصفين.”
وبعد أن بلغ مصطفى سعيد ذروة جبله القابع في داخله، لم يعد لديه مكانٌ يذهب إليه، فتجول في أنحاء الأرض قليلاً، ثم هبط قافلاً نحو الجنوب، حيث يعبر عن ندمه: “لو أنَّ كل إنسان عرف متى يمتنع عن اتخاذ الخطوة الأولى، لتغيرت أشياء كثيرة. هل الشمس شريرةٌ حين تحيل قلوب ملايين البشر إلى صحارى تتعارك رمالها و يجف فيها حلق العندليب؟” ويضيف: “من ولّد الخير ولد له فراخًا تطير بالسرور. ومن ولّد الشر أنبت له شجرًا أشواكه الحسرة و ثمره الندم. فرحم الله امرءًا أغضى عن الأخطاء و استمتع بالظاهر”. وحيث يحاول التكفير عن خطاياه:“كل شيء قبل لقائي إياها، كان إرهاصًا. وكل شيء فعلته بعد أن قتلتها كان اعتذارًا، لا لقتلها، بل لأكذوبة حياتي”. ويحاول أن يعيش وأن يؤجل النهاية –التي كان يعلم أنها آتيةٌ لا محالة – قليلاً.
أما أوكونكوو فبعد أن بلغ الذروة ذاتها، لم يستطع أن يفعل شيئًا حيال عالمه الذي انهار، فمضى نحو نهايةٍ سريعة.
وللمفارقة، وبعد نحو خمسين عاما من نشر الروايتين، تنقسم سودان الطيب صالح إلى شمالٍ وجنوب، ويرتكب المتطرفون الدينيون الفظائع في نيجيريا أتشيبي.