قبل النهاية بقليل

قبل النهاية بقليل
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

هبة عبد العليم

الصورة كابوسية تماما .

لا أذكر كيف بدأت الأحداث . لا أذكر سوى عدوي . أنا أعدو .أعدو بكل ما أوتيت من قوة .أعدو وخلفى ما لا يقل عن مئة كلب ضال ينيح .أعدو فأضل في طرقات مدينة غريبة لا تشبه أياً من مدني السابقة.

أدخل بيتا كالمتاهة . غريب كالمتاهة . قديم كالمتاهة . نساؤه يشبهن عجائز مسرحيات لوركا . يحكن الأسود ويرتدين الأسود . وأنا بينهن غريبة عارية . يلقين إلي بثوب أسود. أخاف. بداخلي يقين يؤكد لي أنه إن إرتديت أسودهن فسأصير منهن وأنا لا أريد.

أخرج من بينهن بعريي وبوشاح أسود يلف رأسي فأجده مسجى أمامي .

هو .. ولا أحد سواه .

هو .. أعرفه من بين كل رجال العالم .

هو جسد بلا روح مسجى أمامي . أصرخ . أمزق وشاحي الأسود.

أسجد فوق الجسد العاري الضامر وأضمه . أتذكر ضمته قطرة ماء صارت أنا فأضن به على الدنيا .

أحمله على ذراعي وأمضى.

أهرب به من كل الكثيرين الملتفين حولنا . تخترق حوقلاتهم وبسملاتهم أذني فأسرع في العدو أكثر وأكثر . أضم عريه لعريي وأحاول ستر سوأته . يضمر الجسد بين ذراعي كلما تقدمت في طرقات المدينة الغريبة .

أعدو . انكفئ على وجهي . يضمر الجسد الخالي من الروح. أواصل العدو. أتعثر مرة أخرى. أنهض وأواصل العدو. أواصل العدو. أواصل العدو.

وعندما أصل به لمكان يحمينا معا أجده بين ذراعي كومة من رماد.

مقالات من نفس القسم