حفصة رفاعي الشرقاوي
حين تحترف الاستغناء
ستتنكر لك الحياة
في كل الصور
وكغانية
ستعدك بالكثير من النكهات
التي لم يعرفها قط
يومك الصدئ..
وما إن تستدرجك إلى جحر الأرنب
وتخلع عنك الدروع
حتى آخر طبقة
من الحذر
وتقذف بك في عمق اللون
عاريا
من أي غدر،
وتستبدل نبضك الرتيب
بصخب طفل
تذكر حينها
ألا يفاجئك وجه المرابي اليهودي
الذي صارت عليه
حين تسلبك النكهة،
والغفلة،
والصخب،
والألوان..
“لم تفشل الحياة يوما
في استرداد قرضها
بفوائده، وأصولك”
هكذا سيهمس لك الألم
المجاني
من وحدته الأبدية
أما الآن
فعليك إيجاد نكهة ما
لتكن الصدأ!
وهكذا تتعلم شيئاً
عن حمقك الروتيني،
الذي لا يملك ثمن الفرح الباهظ،
ولا خفة المرور الآمن
بجحر أرنب.