غيمة ترقص

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شادي سامي

‫إنه الوقت المفضل من اليوم

‫قبل البداية بلحظات قليلة،

‫حيث تكون الفرصة سانحة

‫لاستخدام كل الاشياء

-‫على مهل-

‫وتصنيفها ان لزم الأمر.

‫.

الانتقال من لحظة إلى لحظة

‫بالكفاءة ذاتها

‫يحتاج جهدا وفيرا،

‫وأنا

قد نفدت طاقتي.

‫.

كمن يرقص مقاومة لهزيمة ما

‫كان الجميع

‫يشارك،

‫وأنا متيبس

‫في ثيابٍ

أظنها متناسقة،

‫أكرر في رأسي

‫خلف اللحن:

‫أشباح .. أشباح..

‫وأضغط بأصابعي

‫على رأس الولد الصغير

‫فقط

‫لكي يشعر بالضغط،

‫هذه طريقتي

‫لأقول:

‫أنا موجود.

‫.

الحسابات تعيقني

‫حتى عن الحلم،

‫ذكاءٌ مُعَطِّل، أفترض.

‫أشعر بالفشل

‫وكأنني حاولت أن أفعل شيئا ما!

‫إنها الساعة المفضلة من اليوم

‫حيث أواظب على جلدِ الذات

‫الضعيفة

المخلصة،

‫وحيث يغط العالم بالنوم،

‫العالم

الذي لم يعرني بالأمس

‫أيّ انتباه.

‫.

اللحظات ثقيلة ومجمدة،

‫وأنا

‫غارق في التأمل،

‫هؤلاء الفتيات

كانوا من قبل

بأحلامٍ شاسعة

‫وها هي الأمومة

‫تلتهم

حتى نضرة وجوههم،

أما ‫الرجال فيزددن بدانة،

‫وأنا

‫لما أزل متيبساً

‫في ثيابٍ

أظنها متناسقة

‫وملطخة بالشيكولاتة

‫والروائح العالقة.

.

أحتاج للحظة، لأمنح الذاكرة

‫فرصة للعمل، حسنا..

‫.

كانت مغطأةً بضبابٍ يشبه هذا الذي يخيم علي الضائعين في الحلم،

‫تحرك أصابعها

مع الموسيقى

‫أصابعٌ طويلة وخمرية

‫خارج الزمن-

وشعرها منسال على الوجه الذي سحقته مواد التجميل،

الوجه الجميل دون ادّعاء او تكلفة،

تحرك أصابعها

ببطءٍ

بخفةٍ

وفي لذةٍ ممسرحة

كما لو انها تقرأ كونديرا،

‫غائبةٌ

وملتحمة باحلام لن تتحقق

‫كانت تسترقَ النظر

‫للجريمة التي فوتت،

الجريمة في الخلف،

‫وأنا

‫مدهوشا

‫كنت أتأمل

‫غيمة‫

ترقص.

.

-‫في الانسلاخ من اللحظة

‫تحتاج كما أخبرت من قبل

‫جهدا وفيرا

‫أو فكرة أو حدثا أقوى من ذاك الذي كان حاضرا في اللحظة السابقة،

‫ولقد اخترت أن أفكر في القصيدة-

.

‫الأولاد

لا يحبونني.

[ هذا يزعج وحسب!]

.

‫بالطريق

‫كنت افكر:

‫غيمة ترقص ؟ مجددا؟

‫أوه، اللعنة!

‫أنا أحلم دون فائدة.

………………..

العريش ١ فبراير٢٠١٨

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم