لن يُصدّق أحدٌ
فرحَكُم المنشورَ في الشمسِ
برغيفِ خُبزٍ فُزتُم بِهِ فِي آخرِ الطابور
لن يُصدّقكم أحدٌ
في حمأة العقائدِ الغريبةِ المُعبّأة في البراميل
والطائرات التي تقصف بكلِّ اللغاتِ
لن يُصدّقكم أحد!
مَن يُصدّق وجوهًا مغبّرة تكسّرت في المرايا؟
ومن يُصدّق أناساً خطف الطاغية أسماءها
إلى السجلات الخفيّة
أو الزنازين المحبوسة داخل السجون؟
مَن يُصدّق قلوبكم الهاربة من قنّاص روسي،
أصمّ وأبكم؟
لن يُصدّقكم أحد
في اضطراب الدين والدنيا
في اضطراب الفرائضِ
واحترابِ الأولياء
مَن يُصدّق وجه الجدَّة الطالع من الخرائب،
مَن يُجازفُ في الاستدلال على الطفلةِ من دُميتها؟
من يُصدّق أطرافكم المنزوعة من مواضعها
يجمعها أفراد من القُبعات البيض؟
في حمأة الغرائز،
لن يصدّقكم أحد
في سطوة الماكِنات لن يسمعكم أحد
بين هُدنة الطاغية مع الطاغية
لا مكان لأحد
بين ضحكة جنرال روسيّ ورديفٍ إيرانيّ
لا وقت للحقيقة
فمن يُصدّق شهادةَ الناجيات؟
فانسحبوا من موتكم المُعلنِ إلى موت خفيّ
وانصرفوا الآن من التوقّع المُميت كي تعيشوا
لن يُصدّقكم أحد
فاغضبوا مِلْءَ عيونكم وملء قلوبكم
ولا تدعونا ننامُ
أو نحنو على قِطط شاردةٍ
لن يُصدّقكم،
ولن يُصدقني أحد
فاغضبوا الآن واصعدوا نحو أعلى تلّة وابصقوا
في وجوهنا
لنشعر أنكم مُتّم
وأنكم كنتم
هنا أو هناك
وأنكم أحياء تُرزقون!
(تشرين الأول 2017)